الخميس، ٢٠ أبريل : المُكَرَّم بيّوس الثاني عشر، بابا روما من 1939 إلى 1958
“هُناك شَفيعٌ لَنا عِندَ الآب وهو يسوعُ المَسيحُ البارّ” (1يو 2: 1)، وقد جلس عن يمين الآب. لم يعد مرئيًّا في طبيعته البشريّة بيننا. لكنّه يرغب في البقاء معنا حتّى انقضاء الدهور، غير مرئيّ تحت مظاهر الخبز والخمر في سرّ محبّته. هذا سرّ عظيم لإله حاضر ومحتجب، لهذا الإله الذي سيأتي يومًا ليدين الأحياء والأموات. إنّ البشريّة بأكملها، في العصور المنصرمة، في الحاضر وفي المستقبل، تتقدّم نحو يوم الله العظيم هذا. والكنيسة تتقدّم نحو هذا اليوم، معلّمة الإيمان والأخلاق لجميع الأمم، معمِّدةً باسم الآب والابن والرُّوح القدس. ونحن، كما أنّنا نؤمن بالآب، خالق السماء والأرض، والابن، مخلِّص الجنس البشريّ، كذلك أيضًا نؤمن بالرُّوح القدس. هو الرُّوح المنبثق من الآب والابن، بصفته يكوّن حبّهما وهو من ذات الطبيعة الإلهيّة، وقد وعد به وأرسله الرّب يسوع المسيح للرسل في يوم العنصرة، ليكون قوّة من عَلُ تملؤهم. هو البارقليط والمعزّي الذي يبقى معهم إلى الأبد، الرُّوح غير المرئيّ، غير المعروف من العالم، الذي يعلّمهم ويذكّرهم بكلّ ما قاله الرّب يسوع لهم. أظهِروا للشعب المسيحيّ القوّة الإلهيّة اللامحدودة لهذا الرُّوح الخالق، هبة من العليّ، موزِّع كلّ موهبة روحيّة، معزٍّ طيّب جدّاً، نور القلوب، الذي يغسل في نفوسنا كلّ ما هو مدنّس، يسقي كلّ ما هو قاحل، ويشفي كلّ ما هو مجروح. منه، من الحبّ الأبديّ، تنزل نار تلك المحبّة التي يريد الرّب يسوع المسيح أن يراها مشتعلة على الأرض؛ تلك المحبّة التي تجعل الكنيسة واحدة، مقدَّسة، كاثوليكيّة، التي تنعشها وتجعلها لا تُقهَر وسط اعتداءات محفل الشياطين؛ تلك المحبّة التي توحّد في شركة القدّيسين؛ تلك المحبّة التي تجدّد الصداقة مع الله وتغفر الخطيئة.
maronite readings – rosary.team