الخميس، ٢٠ يناير : القدّيس أوغسطينُس
متأخّرًا أحببتُك، أيّها الجمال العريق بقدمه والأصيل بحداثته؛ متأخّرًا أحببتُك. لقد كنتَ في داخلي، وأنا كنتُ خارج نفسي. في الخارج، كنتُ أبحث عنك؛ كنتُ أندفع بطريقة قبيحة نحو الأشياء الجميلة التي خلقتَها. كنتَ معي ولم أكنْ معك؛ كنتُ بعيدًا عنك مأسورًا بالأشياء التي لم تكن لتوجد لو لم تكن فيك. ناديتَ، ونداؤك اخترق صَمَمي؛ أشرقتَ، فطردَ نورُك عمايَ؛ نشرتَ عِطرَكَ، فتنشّقتُه، وها أنا أتوق إليك. تذوّقتُك، وأنا جائع إليك، وأنا عطشان إليك؛ لمستَني، فاحترقتُ بشوق السلام الذي تمنحه. عندما سأتّحد بك بكلّ كياني، لن يكون لي أيّ ألم أو تعب. حياتي الممتلئة كلّها منك، ستكون عندئذٍ الحياة الحقيقيّة. مَن تملؤه منك تجعلُه خفيفًا؛ الآن، بما أنّي لم أمتلئ منك بعد، فأنا ما زلت وزنًا ثقيلاً لنفسي… ربّي، ارحمني! أحزاني الرديئة تحارب أفراحي الصالحة؛ هل أخرج منتصرًا من هذا الصراع؟ ارحمني، أيّها الربّ! أنا الكائن الضعيف! ها هي جراحي، أنا لا أخفيها عنك. أنت الطبيب وأنا المريض. أنت الرحمة وأنا البؤس.
maronite readings – rosary.team