الخميس، ٢١ سبتمبر : سيرة حياة القدّيس فرنسيس الأسيزي كما رواها ثلاثة من رفاقه
ذات مساء، بعد عودته إلى أسيزي، قام أصدقاء الشاب فرنسيس بانتخابه كرئيس لجماعتهم. كما كان يفعل غالبًا، أعدّ لهم وليمة فاخرة. وبعد أن شبع الجميع، خرجوا من البيت وطافوا في المدينة وهم يغنّون. كان رفاق فرنسيس يسيرون أمامه كمجموعة؛ وكان هو يحمل عصا القائد، مُغلِقًا الموكب، ومتراجعًا نحو الخلف بعض الشيء، بدون أن يغنّي لكونه غارقًا في أفكاره. وها هو الربّ فجأة يزوره ويملأ قلبه بعذوبةٍ كبيرة تجعله لا يتكلّم ولا يتحرّك. عندما نظر رفاقه إلى الخلف ورأوه بعيدًا عنهم، ذهبوا إليه، خائفين، فوجدوه وكأنّه تغيّر وأصبح شخصًا آخر. فسألوه: “ما الذي تفكّر فيه ويجعلك تنسى أن تتبعنا؟ هل تخطّط للزواج مثلاً؟ — أنتم على حقّ! لقد خطّطت بأن أتّخذ عروسًا، أكثر نبلاً، وأغنى، وأجمل من كلّ النساء اللواتي رأيتموهنّ”. فهزئوا به… منذ ذلك الوقت، عمل على أن يكون يسوع المسيح محور حياته، واللؤلؤة التي كان يرغب في شرائها بعد أن باع كلّ شيء (راجع مت 13: 46). كان يهرب من عيون الهازئين، وغالبًا ما كان، بصورة يوميّة تقريبًا، يذهب للصلاة في الخفاء. كان مدفوعًا بطريقة ما من الشعور المسبق بتلك العذوبة الّتي تزوره غالبًا وتجذبه من الساحة أو من الأمكنة العامّة الأخرى، نحو الصلاة. منذ بعض الوقت، كان قد أصبح فاعلاً للخير مع الفقراء، لكنّه وعد نفسه كذلك بحزم أكبر ألاّ يرفض بعد ذلك طلب فقير يستعطي، إنّما إعطاؤه بكرم أكبر وبوفرة أكثر. دائمًا إذًا، أيًّا كان الفقير الذي كان يطلب منه الصدقة خارج المنزل، كان يعطيه المال إن استطاع. وإن لم يكن لديه مال، كان يعطيه قبّعته أو حزامه كي لا يرسله فارغ اليدين. لكن إن فرغ من هذا أيضًا، كان ينسحب إلى مكان غير مرئي، ليخلع قميصه ويرسله سرًّا إلى الفقير طالبًا منه أن يأخذه من أجل الله.
maronite readings – rosary.team