الخميس، ٢٤ أكتوبر : سيرافيم الساروفيّ
مَن يرغب في السلام، ينبغي أن يكون قلبه حاضرًا للندامة والتوبة: “إنّما الذبيحةُ للهِ روحٌ مُنكَسِر، القَلبُ المُنكَسِرُ المُنسَحِقُ لا تَزْدَريه يا أَلله” (مز 51[50]: 19). يمكن للإنسان، إذا حفظ نفسه تائبة في سلام، أن يتجاوز أفخاخ الشرير الذي كلّ طموحه أن يضع الإضطراب في نفسه ويزرع الزؤان فيها، من خلال كلام الإنجيل: “يا ربّ، ألَم تَزرَعْ زَرْعًا طَيّبًا في حَقلِكَ؟ فمِن أَينَ جاءَهُ الزُّؤان؟” لكن إذا حفظ الإنسان قلبه متواضعًا وفكره ساكنًا، فكلّ هجمات الشرير تبقى بدون تأثير. تبدأ التوبة بمخافة الله حسب الشهيد بونيفاسيوس. من هذه المخافة تتولّد اليقظة، أُمُّ السلام الداخلي والوعي الذي يسمح للنفس أن ترى، كما في ماءٍ عذبٍ وساكن، كم هي مشوّهة. هل يمكن لإنسان سقط بعد أن كان في النعمة أن يقوم من جديد؟ نعم… حين نتوب بكلّ صدقٍ عن هفواتنا ونتوجّه نحو ربّنا يسوع المسيح من كلّ قلبنا، فإنّه يبتهج ويدعو إلى العيد كلّ الأنفس الصديقة، مُظهرًا لهم الدرهم الضائع (راجع لو 15: 10). فلا نتردّدنَّ إذًا من التوجّه نحو ربّنا الرحيم، من دون الإنصراف إلى اللامبالاة والكآبة. فالكآبة هي مصدر ابتهاج الشرير. إنّها الخطيئة المميتة التي يتكلّم عنها الكتاب المقدّس (راجع 1يو 5: 16).
maronite readings – rosary.team