الخميس، ٢٤ فبراير : القدّيس أمبروسيوس
تمامًا كما في السابق، أرادَ ربّنا أن يُشعلَ في نفوس تلاميذه إيمانًا مُتّقدًا وواثقًا بالعناية الإلهيّة عبر مثال العصافير التي ليسَتْ قيمتُها بكبيرة، واعتمدَ على المقارنة نفسها، لكي يَنفحَ فينا ثقة قويّة لا تتزعزع بالله: “انظُروا إلى الغِربانِ كيفَ لا تَزرعُ ولا تَحصُد (لتؤمّن المأكل)، وما من مخزنٍ لها ولا هُرْي (لتضعَ حصادها)، والله يَرزُقُها، وكمْ أَنتم أَثمَنُ من الطيور”. هذا يعني أنّكم ذات قدر وشأن أعلى بكثير، لأنّ الكائن العاقل مثل الإنسان، يحتلّ في الطبيعة مرتبةً أعلى من الكائنات التي تَفتقرُ إلى العقل، كالعصافير. هذا مثال ساطع لإيماننا. والحقيقة هي أنّ العصافير التي لا تَزرعُ ولا تَحصدُ، تجدُ ما تأكلُ في البئر الذي لا ينضبُ للعناية الإلهيّة. إذًا، من الصحيح القول إنّ سبب فقرِنا هو بخلنا؛ فلماذا تحصلُ العصافير على مرعى وفيرٍ بدون أن تقومَ بأيّ عمل؟ لأنّها لا تسعى إلى امتلاك المُقتنيات المخصّصة لإطعام كلّ الكائنات. أمّا بالنسبة إلينا، فنحن نخسرُ حقّنا في هذه المُقتنيات المشتركة، لأنّنا نريد أن نمتلكَها لوحدِنا. وبالفعل، أي ملكيّة حقيقيّة نستطيعُ الحصول عليها حيث لا شيء دائم، وأيّ ثروات مضمونة، حيث كلّ الأحداث غير مؤكّدة؟
maronite readings – rosary.team