الخميس، ٢٥ أغسطس : القدّيس غريغوريوس الناريكيّ
كان هنالك زمن لم أكن فيه موجودًا. وأنتَ خلقتَني. لم أكنْ قد صلّيتُ، وأنتَ صنعتَني. لم أكنْ قد أتيتُ بعد إلى النور، وأنتَ رأيتَني. لم أكنْ قد ظهرتُ، وأنتَ أشفقتَ عليّ. لم أكنْ قد استدعيتُكَ، وأنتَ اعتَنيتَ بي. لم أكنْ قد أشَرتُ إليكَ بيدي، وأنتَ نظرتَ إليّ.
لم أكنْ قد توسّلتُ إليكَ، وأنتَ رحمتَني. لم أكنْ قد تفوّهتُ بكلمة، وأنتَ سمعتَني. لم أكنْ قد تنهّدتُ، وأنتَ أعرتَني أذنَكَ. مع أنّك كنتَ تعرف ماذا سيحصل لي في الوقت الحالي، أنتَ لم تحتقرْني. شاهدتَ بعينيكَ المتبصّرتين أغلاطي كخاطئ، لكنّك جبلتَني رغم ذلك. والآن، أنا الذي خلقتَني، أنا الذي خلّصتَني، أنا الذي كنتُ موضع الكثير من الاهتمام، أرجو ألا يجعلني جرح الخطيئة التي يحرّضني عليها الشيطان أضلُّ الطريق إلى الأبد! إنّ نفسي التعيسة، المكبّلة والمشلولة والمنحنية مثل المرأة المتألّمة، تبقى عاجزة عن النهوض. فهي تكون ملتصقة بالأرض تحت ثقل الخطيئة، بسبب قيود الشيطان القاسية… انحَنِ نحوي، أيّها الرحوم الوحيد، أنا الشجرة المفكّرة المسكينة التي هوَتْ. أنا الذي يبستُ، اجعَلني أزهر مجدّدًا في الجمال والبهاء، بحسب الكلمات الإلهيّة للنبيّ القدّيس (راجع حز17: 22-24)… أنتَ الحامي الوحيد، تكرّم وألقِ عليّ نظرة نابعة من عناية حبّكَ الذي لا يوصف… ومن لا شيء، ستخلق فيّ النور بحدّ ذاته (تك 1: 2).
maronite readings – rosary.team