الخميس، ٢٥ مايو : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
كان ربّنا يعرف حنق اليهود الذين خطّطوا لموته، وهذا هو الدافع الذي حمله على التخفّي، وقد أشار الإنجيلي إلى ذلك بهذا الكلام: “صَنَعَ يَسوعُ أمامَ اليَهودِ تِلكَ الآياتِ كُلَّها، فَما كانوا يُؤمِنونَ بِه”، إلخ. لقد كانوا مذنبين تمامًا لأنّهم لم يؤمنوا بآياتٍ عظيمة كتلك. إنّ تلك الآيات هي التي كانت قد ذُكِرت من قبل. وكي لا نستطيع أن نعذر ريبتهم، بالقول إنّهم لم يكونوا على علم بالهدف من رسالة المسيح، أتى الإنجيلي بشهادة الأنبياء الذين عرفوا الهدف: “فتَمَّتِ الكَلِمَةُ الَّتي قالَها النَّبِيُّ إِشَعْيا: يا ربّ، مَنِ الَّذي آمَنَ بِما سَمِعَ مِنَّا؟ ولِمَن كُشِفَت ذِراعُ الرَّبّ؟”. إنّ قول إشعيا: “يا ربّ، مَنِ الَّذي آمَنَ” كان لِكي يُعبِّر عن العدد الصغير من الذين آمنوا بما تعلّمه الأنبياء القدّيسون من الله وأعلنوه للشعب. لقد أسمَعَ (إشعيا) بما فيه الكفاية أنّ ذراع الربّ هذه، هي ابن الله نفسه، ليس بمعنى أنّ الله الآب له شكلٌ بشريّ، إنّما دعاه ذراع الله، “لأنّ بِه كانَ كُلُّ شَيء” (راجع يو 1: 3). فإن كان لأيّ إنسان ما يكفي من القوّة لينجز ما يريد بدون أيّ مجهودٍ جسدي، تصير كلمته بمثابة ذراعه. هذا التعبير ليس من شأنه إطلاقًا دعم خطأ الذين يزعمون أنّه ليس هناك سوى شخص الآب، إن كان الابن هو ذراعه، إذ إنّ الإنسان والذراع لا يشكّلان سوى شخص واحد. فهؤلاء لا يُدركون أبدًا أنّ تعبيرًا واحدًا يمكنه أن يتحوّل عن معناه الأصلي ليُطبّق على نوع من الأشياء مختلف كليًّا، بسبب بعض نقاط التشابه والمماثلة.
maronite readings – rosary.team