الخميس، ٢٨ ديسمبر : القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب
إنّ الأشخاص الّذين اجتمعوا في المغارة أعطونا في حينه صورة عن الكنيسة وانتشارها. فسلالة الملوك القديمة الّتي وُعِدَت بمخلّص العالم وممثلي العالم المؤمن يمثّلون الرّابط بين العهدين القديم والجديد. ملوك المشرق البعيد يمثّلون الأمم الوثنيّة والّذي كانوا ينتظرون “الخَلاصَ الّذي يَأتي مِنَ اليَهود” (يو 4: 22). هكذا فإنّ الكنيسة المؤلّفة من اليهود والأمم كانت حاضرة هنا. إن ملوك المجوس في المغارة قد مثّلوا الّذين يبحثون عن الله من كل الجنسيّات والأعراق. إنّ النّعمة قادتهم حتّى قبل أن ينتموا إلى الكنيسة المنظورة. فقد كان يسكن فيهم توق نقيٌّ إلى الحقيقة، توقٌ لم تقف عائقًا في وجهه لا تعاليم ولا تقاليد بلادهم. ولأنّ الله هو الحقيقة المطلقة وقد أراد أن يجده الّذين يطلبونه بكل قلوبهم (راجع إر 29: 13)، فإنّ النّجم كان لا بدّ أن يلمع عاجلاً أم آجلاً في عيون هؤلاء الحكماء لكي يرشدهم إلى طريق الحقيقة. وبتلك الطّريقة وجدوا أنفسهم أمام مَن هو الحقّ الّذي تجسّد، فخرّوا ساجدين أمامه عابدين إيّاه ووضعوا على قدميه تيجانهم لأنّه، مقارنة بها، فإنّ جميع ثروات العالم الأخرى ليست سوى قليل من الغبار.
maronite readings – rosary.team