الخميس، ٢ فبراير : القدّيس ألريد دو ريلفو
“فأَتى (سِمْعان) الـهَيكَلَ بِدافِعٍ مِنَ الرُّوح”. وأنت، إن بحثت جيدًا عن الرّب يسوع في كل مكان، أي إن بحثت عنه في سرير راحتك على غرار العروس في نشيد الأناشيد (نش 3: 1 – 3) — تارة في القراءة وطورا في الصّلاة وتارة أخرى في التأمّل، وإن بحثت عنه أيضًا في المدينة، سائلًا إخوتك، متكلّما عنه، متحدّثا عنه، إن بحثت عنه عبر الشوارع والساحات مستفيدا من كلام الآخرين ومثالهم، إن بحثت عنه لدى المتيقّظين، أي بالإصغاء إلى الذين بلغوا حدّ الكمال، فسوف تأتي حينها إلى الهيكل “بِدافِعٍ مِنَ الرُّوح” وبالتأكيد فإنّ الهيكل أفضل مكان للّقاء بين الكلمة والنّفس: إننا نبحث عن الكلمة في كل مكان ونعثر عليها في الهيكل… “وَجَدت مَن تحِبُّه نَفْسي” (نش 3: 4). ابحث إذا في كل مكان، ابحث في كل شيء، ابحث لدى الجميع، امضِ وتجاوز كل شيء للمرور أخيرًا في مكان الخيمة وبلوغ مسكن الله، وحينها تجد مُبتغاك. “فأَتى (سِمْعان) الـهَيكَلَ بِدافِعٍ مِنَ الرُّوح”. عندما أتى والدَا الطّفل يسوع به، حَمَله سِمعان أيضا عَلى ذِراعَيهِ: هذا هو الحبّ الذي يتذوّق بالرّضا، يتعلّق بالعناق، يتلذّذ بالعاطفة. أيّها الإخوة، فليسكت اللّسان هنا… فهنا، لا شيء مرغوب أكثر من الصّمت: تلك هي أسرار العريس والعروس…، ليس للغريب حصّة فيها. “إن سِرِّي لِي، إن سِرِّي لِي!” (إش 24: 16 – التّرجمة اللاتينيّة) فأين هو بالنّسبة إليكِ سرّكِ أيتها العروس أنتِ وحدكِ اختبرتِ ما هي العذوبة التي تخالجنا عندما بقبلة روحيّة يذهب كلٌّ من الرُّوح المخلوق والرُّوح غير المخلوق إلى الآخر لملاقاته فيتَّحد الواحد بالآخر إلى درجة أنهما يصبحان اثنين في واحد، لا بل، يضحيان حسب قولي واحدًا: مُبرِّرًا ومُبرَّرًا، مُقدَّسًا ومُقدِّسًا، مُؤلِّهًا ومُؤلَّهًا؟… ليجعلنا الرّب أهلاً لأن نستحقّ قولَ ما يلي أيضا: “أَمسَكتُه ولَن أُطلِقَه” (نش 3: 4). هذا ما استحقَّه القدّيس سِمعان، هو من قال: “الآنَ تُطلِقُ، يا سَيِّد، عَبدَكَ بِسَلام” أراد أن ندعه يذهب متحرّرا من قيود الشّهوة، لكي يضمّ بعناقِ قلبِه وبشدّةٍ أكبر يسوعَ المسيح ربّنا الذي له المجد والإكرام إلى أبد الآبدين.
maronite readings – rosary.team