الخميس، ٤ يناير : القدّيس بِرنَردُس
لقد أدخلت اليوم مريم العذراء ربَّ الهيكلِ إلى هيكلِ الربّ. وأحضر يوسف أيضًا الابن الذي ليس له، ولكن “الابن الحبيب الذي رضي الله عنه” (راجع مت 3: 17). تعرّف سمعان البارّ على مَن كان ينتظر، وسبّحته حنّة الأرملة. اليوم يحتفل هؤلاء الأشخاص الأربعة بالموكب الأوّل، هذا الموكب الذي في وقت لاحق سيحتفل به بفرح الكون كلّه… لا تتفاجؤوا بأنّ هذا الموكب صغير جدًّا، لأنّ مَن استقبله الهيكل هو صغير أيضًا. لكن في هذا المكان، ليس هناك من خاطئ: كلّهم أبرار، كلّهم قدّيسون، كلّهم كاملون. ألن تخلّص سوى هؤلاء، يا ربّ؟ جسمك سوف يكبر، وحنانك أيضًا… أرى الآن موكبًا ثانيًا حيث تسير حشود أمام الربّ، وحيث تسير حشود أخرى خلفه؛ لم تعد هي العذراء مَن يحمله، إنّما حمله جحش ابن أتان. لذا. فهو لا يأنف من أحد… يكفي ألاّ تنقصهم ملابس الرسل (راجع مت21: 7): أي عقائدهم، وتقاليدهم، وتلك “المَحبَّة الّتي تَستُرُ كَثيرًا مِنَ الخَطايا” (1بط 4: 8) ولكن أودّ أن أذهب أكثر من ذلك لأقول أنّه قد حجز لنا نحن أيضًا مكانًا في الموكب هناك… وتهلّل داود الملك والنبي لمّا رأى ذلك اليوم؛ “رآهُ فَفَرِح” (يو 8: 56)، وإلاّ هل كان ليرتّل: “أَللَّهُمَّ تأمَّلنا في رَحمَتِكَ في وَسَطِ هَيكَلِكَ”؟ (مز48[47]: 10). لقد تلقّى داود رحمة من الربّ، وسمعان أيضًا تلقّاها، ونحن أيضًا تلقّيناها مثل كلّ أولئك الذين سيأتون إلى الحياة، لأنّ الرّب ” يسوعَ المَسيحَ هو هو أَمْسِ واليَومَ ولِلأَبَد” (عب13: 8). فلنحتضن إذًا تلك الرحمة التي تلقّيناها في الهيكل، وكما حنة النبيّة، يجب ألاّ نبتعد عنها. لأَنَّ هَيكَلَ اللهِ مُقدَّس، وهذا الهَيكَلُ هو أَنتُم”، وفقًا لما قاله الرسول بولس (1كور 3: 17). هذه الرحمة قريبة منكم؛ “إِنَّ الكَلامَ بِالقُرْبِ مِنكَ، في فَمِكَ وفي قَلبِكَ” (رو 10: 8). في الواقع، ألا “يُقيم المسيحُ في قُلوبِكم بالإِيمان”؟ (أف 3: 17). هوذا هيكله، هوذا عرشه… نعم، في القلب نلقى الرحمة؛ في القلب يسكن الرّب يسوع المسيح، وفي القلب يهمس كلمات السلام لشعبه، ولقدّيسيه ولجميع أولئك الذين يدخلون إلى قلوبهم.
maronite readings – rosary.team