الخميس، ٥ مايو : القدّيس كيرِلُّس
كيف يستطيع الإنسان المرتبط بالأرض والخاضع للموت أن ينال الحياة الأبديّة؟ كان على جسده أن يشارك قوّة الله المُحيية. إنّما قوّة الله الآب المُحيية هي كلمته، أي ابنه الوحيد؛ فأرسله لنا كمخلِّص وكفادي. إن غُمست قطعة خبز صغيرة بالزيت أو بالماء أو بالخمر، فهي تتأثّر فورًا بخصائص تلك العناصر. إن رُمي الحديد في النار، سيمتلئ من طاقتها؛ وحتّى لو لم تكن طبيعته أساسًا إلاّ حديدًا، فإنّه سيصبح شبيهًا بالنار. هكذا، عندما اتّحد كلمة الله المُحيي بالجسد وتملكّه، جعله محييًا أيضًا. فقد قال: “مَن آمَنَ فلَهُ الحَياةُ الأَبَدِيَّة. أَنا خُبزُ الحَياة” (يو 6: 47-48). وأضاف: “أَنا الخبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء مَن يَأكُلْ مِن هذا الخُبزِ يَحيَ لِلأَبَد. والخُبزُ الَّذي سأُعْطيه أَنا هو جَسَدي أَبذِلُه لِيَحيا العالَم… الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إِذا لم تَأكُلوا جَسدَ ابنِ الإِنسانِ وتَشرَبوا دَمَه فلَن تَكونَ فيكُمُ الحَياة” (يو 6: 51 + 53)… تكون الحياة فينا إذًا عندما نتناول جسد الرّب يسوع المسيح، مخلِّصنا جميعًا، وعندما نشرب دمه، فنصبح واحدًا معه ونمكث فيه كما هو يمكث فينا. كان لا بدّ من أن يُقبل إلينا بالطريقة التي تلائم الله، عبر الرُّوح القدس، وأن يمتزج بطريقة ما بأجسادنا عبر جسده المقدّس ودمه الثمين، فننال عند تناولهما نعمة البركة المُحيية كما في الخبز والخمر. ففي الواقع، تنازل الله وانحنى نحو ضعفنا، ووضع كلّ قدرة حياته في عناصر الخبز والخمر المزوّدين بطاقة حياته الخاصّة. فلا تتردّد بالإيمان به، لأنّ ربّنا نفسه قال بوضوح: “هذا هو جسدي” و”هذا هو دمي”.
maronite readings – rosary.team