الخميس، ٥ يناير : القدّيس كيرِلُّس
لِتَفرَحِ البَرِّيَّةُ والقَفْر ولْتَبتَهِجَ الباديَةُ وتُزهِرْ كالنَّرجِس” (إش35: 1). إن ما تدعوه الكتب المقدّسة قفرًا وبادية، يرمز إلى الكنيسة المتحدّرة من الوثنيّين. لقد كانت موجودة قبل ذلك بين الأمم، إنّما لم تكن قد تلقّت من السماء عريسها السرّي، أعني به الرّب يسوع المسيح… لكنّ الرّب يسوع أتى إليها: لقد افتُتِن بإيمانها، أغناها من الينبوع الإلهي الذي يجري منه، يجري “لأنَّ يَنْبوعَ الحَياةِ عِندَكَ، ومِن نَهرِ نَعيمِكِ تَسْقيهم” (مز36[35]: 10 + 9)… منذ كان حاضرًا، انقطعت الكنيسة عن أن تكون مقفرة قاحلة؛ التقت بعريسها وولدت للعالم عددًا لا يحصى من الأطفال، واكتست بأزهار سريّة… يُكمل إشعيا: “يَكونُ هُناكَ مَسلَكٌ وطَريق يُقالُ لَه الطَّريقُ المُقَدَّس” (إش35: 8). الطريق النقي، هو قوّة الإنجيل نافذًا إلى الحياة، أو بقولٍ آخر، هو تطهير الرُّوح. فالرُّوح يزيل البقع المطبوعة في النفس الإنسانيّة، ويحفظ من الخطايا ويتغلّب على كلّ شائبة. هذا الطريق يُسمّى إذًا بعنوان أجدى مقدّسًا وطاهرًا؛ لا أحد يدخله إن لم يكن طاهرًا. لا أحد، في الواقع، يمكنه أن يعيش بحسب الإنجيل إن لم يكن في البداية قد تطهّر بالعماد المقدّس. إذًا، لا يقدر أحد على ذلك بدون الإيمان… وحدهم الذين خُلِّصوا من ظلم الشرير يمكنهم السير في الحياة المجيدة التي أظهرها النبيّ بهذه الصور: “لا يكون هناك أسدٌ ولا يصعد إليه وحشٌ مفترس” (إش35: 9). في الواقع، وكالوحش المفترس، كان الشيطان، هذا المخترع للخطيئة، يتهجّم على سكان الأرض، تسانده الأرواح الشريرة. لكنّه حُوِّل إلى العدم من قبل المسيح، وأُبعِد عن قطيع المؤمنين وجُرِّد من القوّة التي مارسها عليهم. لأجل ذلك، وبعد أن تمّ افتداؤهم ثانيةً بالرّب يسوع المسيح والتقوا بالإيمان، سيسيرون بقلبٍ واحدٍ على هذا الطريق المقدّس (راجع إش35: 9). وبعد أن يتخلّوا عن طرقهم القديمة، “سيَرجِعون ويَأتونَ إِلى صِهْيونَ”، أي إلى الكنيسة، ” ويَكونُ على رُؤُوسِهم فَرَحٌ أَبَدِيّ” (إش35: 10) لا على الأرض ولا في السماء، فيسبّحون الله مخلّصهم.
maronite readings – rosary.team