الخميس، ٦ يوليو : القدّيس أوغسطينُس
تأمّلوا بعظائم الله؛ استيقظوا من نومكم. إنكم تتأملّون بأعماله الخارجة عن المألوف فحسب. فهل تلك الأعمال أعظم من تلك الّتي تتحقّق كلّ يوم تحت ناظريكم؟ إنّ البشر قد اندهشوا من قيام ربّنا يسوع المسيح بإشباع الآلاف من الأشخاص بواسطة خمس قطعٍ من الخبز (راجع مت 14: 19 وما يليها)، ولا يدهشهم في الوقت عينه أن القليل من حبوب الحنطة تكفي لتملأ الأرض بالحصاد الوفير! كما أدهشهم قيام الربّ يسوع بتحويل الماء إلى خمر (راجع يو 2: 19 وما يليها) وفي نفس الوقت لا يعطون قيمة لكيفيّة امتصاص جذور الكرمة للمياه لكي تتغذى بها… والحال إن صانع كلّ هذه العظائم واحد… لقد صنع الربّ عظائم جمّة، غير أن كثيرون قد احتقروه… إذ كانوا يقولون في أنفسهم: “إن هذه العظائم إلهيّة، أما هو، فما هو إلاّ إنسان”. إنّكم ترون أمرين: من جهةٍ أعمالاً إلهيّة ومن جهة ثانية الإنسان. فإذا كانت الأعمال الإلهيّة لا يمكن أن يعملها إلاّ الله، انتبهوا جيّدًا وانظروا إذا ما كان الله مختبئًا في هذا الإنسان. نعم، انتبهوا لِما تروه وآمنوا بما لا تروه. إنّ ذاك الذي دعاكم إلى الإيمان لم يترككم لأنفسكم. فحتّى حين طلب منكم أن تؤمنوا بما لا تستطيعون رؤيته، فإنّه لم يترككم دون شيء ملموس تستطيعون من خلاله أن تؤمنوا بما لا تروه. هل الخليقة بذاتها هي آية صغيرة وظهور ضعيف للخالق؟ بالإضافة إلى ما سبق، ها هو يأتي ويعمل المعجزات. صحيح أنّه لا يمكنكم أن تروا الله، غير أنكم يمكنكم أن تروا الإنسان: لذلك أصبح الله إنسانًا، حتّى يصبح بالنسبة لكم ما ترونه وما تؤمنون به واحدًا.
maronite readings – rosary.team