الخميس، ٧ أبريل : أوريجينُس
من بين كلّ الأمور العظيمة والمعجزات العديدة التي يمكننا ذكرها في شأن الرّب يسوع المسيح، هناك أمر يتخطّى بكلّ تأكيد الإعجاب الذي يقدر عليه العقل البشريّ؛ إذ إنّ هشاشة ذكائنا القابل للفناء لا تعرف كيفية فهم هذا الأمر أو تخيّله. فإنّ القدرة الكليّة للعظمة الإلهيّة، كلمة الآب (راجع يو 1: 1)، حكمة الله الخاصّة به (راجع 1كور 1: 24)، الّذي “بِهِ خُلِقَ كُلُّ شيَء مِمَّا في السَّمَواتِ ومِمَّا في الأَرْض ما يُرى وما لا يُرى” (كول 1: 16 ويو 1: 3) … تنازَلَ وأصبح محجوبًا في حدود هذا الرجل الذي أظهر نفسه في اليهوديّة. هذا هو مصدر إيماننا. لا بل أكثر من ذلك. نحن نؤمن بأنّ حكمة الله قد دخلَ أحشاء امرأة، ووُلِدَ في الصراخ والبكاء ككلّ الأطفال الرضّع. وتعلَّمنا بأنّ الرّب يسوع واجه لاحقًا القلق أمام الموت لدرجة أنّه صرخ قائلاً: “نَفسي حَزينَةٌ حتَّى المَوْت. ” (مت 26: 38)، وفي النهاية، سيق إلى ميتة مهينة بين البشر، حتّى لو عرفنا أنّه قام من بين الأموات في اليوم الثالث… في الحقيقة، إنّ قول مثل هذه الأمور للآذان البشريّة ومحاولة التعبير عنها بالكلمات، يتخطّى لغة البشر… وعلى الأرجح لغة الملائكة أيضًا.
maronite readings – rosary.team