الخميس، ٧ ديسمبر : أوريجينُس

إن كنّا نتذكَّرُ ما سبَقَ، لن يصعبَ علينا أن نفهَمَ ما حصلَ: فبعد أن وَجَد السامريّون كلمة الحقّ، تخلّوا عن كلِّ التعاليم الأخرى، وخرجوا من مدينة معتقداتهم القديمة ليَعتَنِقوا الإيمان الذي يقود إلى الخلاص. لذا، أعتقد أنّ الإنجيلي لم يقل عن قصد إنّ السامريّين سألَوه أن يدخلَ إلى السامريّة أو إلى مدينَتِهم، بل قال: “سألوهُ أن يُقيمَ عِندَهم”. إنّ الربّ يسوع يُقيمُ دومًا مع الذين يسألونَه ذلك، خاصّةً عندما يخرجون من مدينتهم ويذهبون للقائه. بقي الرّب عندهم يومين… غير أنّ السامريّين لم يكونوا بعد أهلاً لرؤية يومه الثالث، لأنّهم لم يكونوا يرغبون أصلاً في رؤية أمور عجيبة مثل التلاميذ الذين كانوا مع الربّ يسوع في عرس قانا الجليل، بعد ثلاثة أيّام من دعوته لهم كي يَتبَعوه (راجع يو 2). لقد بدأ الإيمان عند البعض منهم بفضل كلمة المرأة التي أكّدَتْ لهم أنّ الربّ يسوع قال لها كلّ ما فعلَتَ، لكنّ تطوُّر هذا الإيمان والعدد الأكبر الذي آمنَ به لاحقًا كان نتيجة تعاليم المُخلِّص نفسه؛ لأنّ معرفة الكلمة أو ابن الله من خلال الشهادة الخارجيّة لا توازي أبدًا بكمالها تلك التي يَفيضُها فيضًا واضحًا في النفس التي يَتَنازَل فيُعلِّمها بنفسِه.
maronite readings – rosary.team