الخميس، ٩ يونيو : القدّيس كيرِلُّس
“في بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة ولَو لم تَكُنْ، أَتُراني قُلتُ لَكم إِنِّي ذاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مُقامًا؟” لو لم تكن المنازل عند الآب عديدة، هل كان الربّ ليقول بوضوح إنّه سيذهب أمامنا ليعدّ مَقامَ القدّيسين؟ لكنّه يعلم أيضًا أنّ العديد من هذه المنازل كانت متوفّرة وتنتظر مجيء أصدقاء الله. لذلك يعطي أيضًا سببًا آخر لذهابه: تحضير الطريق أمام صعودنا إلى تلك المراكز السماويّة حيث يشقّ الطريق أمامنا، لأنّ هذه الطريق كانت مغلقة أمامنا لأنّ السماء كانت مقفلةً في السابق أمام الإنسان، ولم يدخل أي كائن من لحم ودم أبدًا هذا المجال الفائق التقديس والفائق الطهارة المخصّص للملائكة. والرَبّ يسوع هو الذي فتح لنا هذا الطريق إلى الأعالي. فهو من خلال تقديم ذاته إلى الله الآب باكورة عن أولئك الذين يرقدون في مدافن الأرض، سمح للجسد أن يصعد إلى السماء، وكان هو الإنسان الأوّل الذي ظهر لسكّان السماء. فالملائكة لا تعرف السرَّ المهيب والعظيم لاعتلاء الجسد البشري عرش السماء. وأعربوا عن الدهشة والإعجاب أمام صعود المسيح. وهم إذ اضطربوا أمام هذا المشهد الغريب، صرخوا قائلين: “مَن ذا الآتي مِن أَدوم بِثِيابٍ قِرمِزِيَّةٍ” (إش 63: 1) وأدوم هنا تعني الأرض. إذًا، فإنّ ربّنا يسوع المسيح مهّد “سَبيلاً جَديدةً حَيَّةً فَتَحَها لَنا مِن خِلالِ الحِجاب، أَي جَسَدِه” (عب 10: 20). وكما قال القدّيس بولس: “لأَنَّ المسيحَ لم يَدخُلْ قُدْسًا صَنَعَته الأَيدي رَسمًا لِلقُدْسِ الحقيقِيّ، بل دَخَلَ السَّماءَ عَيْنَها لِيَمثُلَ الآنَ أَمامَ وَجهِ اللهِ مِن أَجْلِنا” (عب 9: 24).
maronite readings – rosary.team