السبت، ١٠ فبراير : جان بيار دو كوساد
كيف يمكننا نحن العارفين باستمرار أنّ كلّ ما يحصل في العالم ليس سوى ظلاًّ، وصورة، وسرّ إيمان، كيف لنا أن نتصرّف دائمًا بإنسانيّة وبحسّ الأشياء الطبيعيّة التي ليست سوى لغزًا؟ إنّنا نقع دائمًا في الفخّ، كالأغبياء، عوض أن نرفع أعيننا ونعود إلى الأصل، إلى النبع، إلى أصل الأشياء حيث كلّ شيء يفوق الطبيعة، وإلهي، ومقدّس، حيث كلّ شيء هو جزء من كمال الرّب يسوع المسيح، حيث كلّ شيء هو حجر من أورشليم السماويّة، حيث كلّ شيء يدخل ويؤمّن الدخول في هذا الصرح الرائع… إنّ الإيمان هو نور الأزمنة… يَرفع البُرْقُعَ (راجع 2كور3: 16) ويكشِف الحقيقة الأبديّة. عندما تتلقّى النفسُ ذكاء الإيمان هذا، يتكلّم الله معها من خلال كلّ المخلوقات؛ الكون لها هو كتاب مقدّس حيّ، يرسمه إصبع الله بدون توقّف أمام عينيها. تاريخ كلّ الأوقات التي تمرّ، هو تاريخ مقدّس؛ الكتب المقدّسة التي أملاها روح الله ليست لها سوى بداية التعليمات الإلهيّة. كلّ ما يحصل، وما لم يكتب أبدًا هو بالنسبة إليها تتمّة الكتابات. وما كتب هو التعليق على الذي ليس مكتوبًا. والإيمان يحكم على الواحد من خلال الآخر.
maronite readings – rosary.team