السبت، ١١ مايو : القدّيس رافاييل أرناييز بارون
لو كان الناس يعرفون ما معنى أن نحبّ الله، ولو كان قليلاً، لأحبّوا أيضًا القريب. عندما نحبّ الرّب يسوع المسيح، نحبّ بالتأكيد ما يحبّ. ألم يمت حبًّا بالبشر؟ لأنّه عندما نحوّل قلبنا إلى قلب المسيح، حينئذٍ نشعر بتأثيراته وندركها، وأعظم هذه التأثيرات هو المحبّة، محبّة إرادة الآب، ومحبّة كلّ مَن يتألّم ويكافح، الأخ البعيد، علمانيًّا كان أو راهبًا دون النّظر إلى جنسه أو عرقه، ومحبّتنا لمريم العذراء. وأخيرًا، مَن يمكنه أن يفهم محبّة الرّب يسوع المسيح؟ لا أحد؛ غير أنّ هناك أناس لديهم بعض الشرارات الصغيرة المخبّأة جدًّا بصمتٍ كبير، وبدون معرفة العالم. يا ربّي يسوع، كم أنت طيّب! أنت تصنع كلّ شيء بطريقة رائعة. أنت تدلّني على الطّريق وتريني الهدف. الطّريق هو الصّليب العذب، والتّضحية والتخلّي عن الذات، وفي بعض الأحيان المعركة الدّامية التي تنتهي بالدّموع على الجلجلة أو في بستان الزيتون. يا ربّ، إنّ الطريق هو أن أكون الأخير، والمريض والفقير… ولكن هذا ليس مهمًّا، بل على العكس من ذلك!… هذه التّضحيات هي رائعة عندما تثير في النفوس المحبّة والإيمان والرجاء؛ هكذا أنت تحوّل الأشواك إلى ورود. وما الهدف؟ الهدف هو أنت، ولا أحد سواك. الهدف هو امتلاكك أبديًّا في السماء، مع مريم، ومع الملائكة وجميع القدّيسين. وهذا لن يحصل إلاّ فوق، في السماء. ولتشجيع السقيم والضعيف والخائف مثلي، تظهر أحيانًا في القلب وتسأل: ما الذي تبحث عنه؟ ماذا تريد؟ مَن تدعو؟ مهلاً، انظر مَن أكون. “أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة”… إذًا يا ربّ، أنت تملأ نفسَ أبناءك بلطافة لا توصف يتمّ تذوّقها بصمت، ولا يمكن لأحدٍ تفسيرها. يا ربّي يسوع، كم أنا أحبّك، رغم ما أنا عليه. وكلّما كنت فقيرًا وبائسًا، كلّما أحببتك أكثر. سوف أحبّك دائمًا وسأتمسّك بك ولن أتركك: أنا عاجز عن التعبير.
maronite readings – rosary.team