السبت، ١٦ ديسمبر : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
لم تكنْ شهادة يوحنّا المعمدان سوى شهادة من الله، لأنّ الله نفسَه هو الذي أوحى له بها. لكنّ ربّنا يسوع المسيح ردّ مسبقًا على اعتراض كان يمكن لليهود أن يتقدّموا به: ما هو الدليل بأنّ الله هو الذي أوحى بهذه الشهادة ليوحنّا المعمدان؟ ردّه هذا أتى من خلال قوله: “لكنّي أقولُ هذا لِتَنالوا أنتُمُ الخَلاص”، أي أنا الذي هو الله، لم أكن بحاجة إلى شهادة بشريّة، لكنّني أذكّركم بهذه الشهادة لأنّها لفتت انتباهَكم ولأنّكم اعتبَرتُموها جديرة بالثقة خلافًا لأيّ شهادة أخرى، في حين رفَضْتم أن تؤمنوا بي رغم المعجزات التي قمت بها. كان بإمكانهم أن يقولوا له أيضًا: ما أهميّة شهادة يوحنّا إن كنّا لم نتلقّاها؟ لقد أثبتَ لهم الرّب يسوع أنّهم آمنوا بكلام السابِق: “كانَ يوحنّا السراجَ الموقِدَ المُنيرَ ولقد شئتُم أنتم أن تَبتَهِجوا بِنورِهِ ساعةً”. إن كلمة “ساعة” هذه هي الدليل القاطع على السهولة التي آمنوا بها، وعلى الفترة القصيرة التي دامَ فيها هذا الإيمان؛ لو استمرّ هذا الإيمان، لقادَهم يوحنّا إلى الرّب يسوع المسيح. لقد أطلقَ الرّب على القدّيس السابِق اسم “السراج”، لأنّ نورَه لم يكنْ صادرًا عنه (أي عن يوحنّا)، بل عن نعمة الرُّوح القدس.
maronite readings – rosary.team