السبت، ١٦ مارس : القدّيس لورنسيوس من برينديزي
تُخبرنا الشريعة الإلهيّة عن الأعمال الّتي أنجزها الله عند إنشاء العالم وتضيف: “ورأَى اللهُ جَميعَ ما صَنَعَه فاذا هو حَسَنٌ جِدًّا” (تك 1: 31)… ويُخبرنا الإنجيل عن عمل الفداء والخلق الجديد ويقول بالطريقة عينها: “قَد أَبدَعَ في أَعمالِهِ كُلِّها” (مر7: 37)… لا يمكن للنار بطبيعتها إلاّ أن تبثّ الدفء، فلا يمكن أن تبعث البرد؛ والشمس لا تنشر إلاّ النور، ولا يمكن أن تكون مصدر الظلمات. كذلك لا يستطيع الله أن يصنع سوى الأعمال الحسنة، لأنّه الحُسن اللامتناهي والنور بذاته. هو الشمس الّتي تنشر النور اللامتناهي والنار الّتي تعطي الدفء اللامتناهي: “قد أبدع في أعماله كلّها”… تقول الشريعة إنّ جميع ما صنعه الله كان حسنًا، ويقول الإنجيل إنّه أبدع في أعماله كلّها. بيد أنّ صنع الأمور الحسنة ليس ببساطة الإبداع فيها. والحقيقة أنّ كثرًا هم الّذين يقومون بالأعمال الحسنة من دون أن يُبدعوا فيها، مثل المرائين الّذين لا شكّ في أنّهم يقومون بأعمال حسنة، لكن بروح الشرّ وبِنِيَّة سيّئة وخاطئة. أمّا الله، فهو يصنع كلّ الأعمال الحسنة ويُبدع فيها. “الربّ بارّ في كلّ طرقه، وصفيّ في جميع أعماله” (مز 145[144]: 17)… وإذا كان الله قد صنع لنا كلّ هذه الأعمال الحسنة وأبدع فيها، عالمًا بأنّنا نجد فرحنا في كلّ ما هو حسن، فلماذا لا نبذل ذاتنا كي لا نقوم إلاّ بالأعمال الحسنة ونُبدع فيها، طالما نعلم بأنّ الله يجد فيها فرحه؟
maronite readings – rosary.team