السبت، ١٧ فبراير : جان تولير
أخواتي العزيزات، اِعلَمن أنني إن عثرت، في الحقيقة، على إنسانٍ لديه بالفعل مشاعر الجابي، ويعتبر نفسه حقًّا خاطئًا، شرط أن تكون لديه في هذا الشعور بالتواضع الرغبةَ بأن يكون صالحًا…، فسوف أُناوله بضمير مرتاح، كل يوم بعد يوم، جسدَ ربّنا يسوع المسيح… إن كان الإنسان يريد أن يبقى بمنأى عن السقوط وعن الهفوات الخطيرة، فإنّه من الضروري بمكان تغذيته بهذا الطعام النبيل والقوي… لذا لا يجب أن تمتنعوا بسهولة عن المناولة لأنّكم تدركون أنّكم خطأة. فعلى عكس ذلك، عليكم بوجه الأخص الإسراع للذهاب إلى المائدة المقدّسة، لأنّه من هنا يأتي، وهنا وُضع وخُبّئ، كل عون، وكل قوة، وكل قداسة، وكل تعزية. لكن لا تحكموا أيضا على أولئك الذين لا يتقدّمون للمناولة… ولا يجب أن تطلقوا أي حكم، لئلا تصبحوا على مثال الفرِّيسيِّ الذي كان يمجّد نفسه في ذاته ويدين الذي كان واقفًا خلفه. حذار من ذلك كما ومن خسارة أنفسكم…؛ حذار من هذه الخطيئة الخطيرة، خطيئة اللّوم… عندما يبلغ الإنسان قمّة كل كمال، ما من شيء يصبح ضروري له أكثر من الانغماس في أدنى الأعماق والذّهاب إلى جذور التواضع. فكما أنّ علوّ الشجرة يأتي من عمق الجذور، هكذا أيضا ارتقاء هذه الحياة يأتي من عمق التواضع. هذا هو السبب الذي من أجله تمّ ارتقاء الجابي على العلو، هو الذي اعترف بأعمق أعماق دناءته لدرجة عدم تجرّؤه رفع عينيه نحو السماء، تم ارتقاؤه لأنّه “نَزَلَ إِلى بَيتِه مَبروراً”.
maronite readings – rosary.team