السبت، ١٨ فبراير : ديونيسيوس الكرتوزيّ
“جِئتُ لِأُلقِيَ عَلى ٱلأَرضِ نارًا”: لقد نزلت إلى الأرض من أعالي السماوات، وبواسطة سِرِّ تَجَسُّدي، اعتلنت للبشر لأُشعِل في قلوبهم البشريّة نار الحبّ الإلهي. ” وَما أَشَدَّ رَغبَتي أَن تَكونَ قَدِ ٱشتَعَلَت”: أي أن تشتعل فتصبح شعلةً يحرّكها الرُّوح القدس وتتدفّق منها أعمال المحبّة! بعد كلامه هذا، أعلن الرّب يسوع المسيح بصراحة أنّه سوف يموت على الصليب قبل أن تتّقِد البشريّة بنار حبّه هذا. بالفعل، إنّ آلام المسيح هي التي جعلت البشريّة مستحقّة لهذه النعمة الكبيرة، وإنّ ذكرى هذه الآلام، قبل أي شيء آخر، توقد الشعلة في قلوب المؤمنين. وتابع الربّ قائلاً: “وَعَلَيَّ أَن أَقبَلَ مَعمودِيَّةً”، وبكلامٍ آخر، فإنّ معموديّتي بالدم باتت حتميّة، بتدبير من الله الآب، أي أن أغطس في دمائي فوق الصليب كما لو كنت أغطس في الماء، لكي أفتدي العالم بأسره. “وَما أَشَدَّ ضيقي حَتّى تَتِمّ!”: أي إلى أن تنتهي آلامي فأستطيع حينئذٍ القول “قَدْ تَمَّ كُلُّ شَيء” (يو 19: 30).
maronite readings – rosary.team