السبت، ٢١ أكتوبر : القدّيس أنطونيوس البادوانيّ
هناك ثلاثة أنواعٍ من الزيجات: الأوّل زواج الاتّحاد، والثاني زواج التبرير، والثالث زواج المجد. احتُفل بالأوّل في هيكل العذراء مريم، والثاني يُحتفَل به كلّ يوم في النفس المؤمنة، والثالث سيُحتفَل به في هيكل المجد السماويّ. وميزة الزواج أنّه يجمعُ شخصين: العريس والعروس. فإذا كانت عائلتان على خلافٍ مع بعضهما البعض، فالزواج يوحّدهما عادةً، لأنّ أحد الطرفين يتّخذ له زوجةً من الطرف الآخر. لقد كان هناك خلافٌ كبير بيننا وبين الله، فكان لا بدّ من أن يتّخذَ ابنُ الله عروسًا له من أهلنا، لكي يُزيل الخلاف ويُحلّ السلام. لقد تدخّل العديد من الوسطاء، وفاعليّ السلام لكي يتمّ هذا الزواج، واستطاعوا من خلال إلحاحهم في الصلاة أن يحصلوا عليه بجهدٍ كبير. وأخيرًا، وافق الآب نفسه وأرسل ابنه الّذي اتّحد بطبيعتنا في خدر العذراء مريم الزوجّي. وهكذا “أقام الله وَليمةً في عُرسِ ٱبنِه”. كذلك، يُحتفَل بالزواج الثاني عندما تحلّ نعمة الرُّوح القدس وتهتدي النفس… عريس النفس هو نعمة الرُّوح القدس. فعندما يدعوها إلى التوبة عن طريق إلهامه الداخليّ، يصبح أيّ نداء من الرذائل من دون تأثير. وأخيرًا، سيُحتَفل بالزواج الثالث يوم الدينونة، عند مجيء العريس الربّ يسوع المسيح كما هو مكتوب: “هُوذا العَريس! فَٱخرُجْنَ لِلِقائِه!” (مت 25: 6). وهو سيتّخذ في الواقع الكنيسة عروسًا له كما يقول يوحنا في سفر الرؤيا: “تعالَ أُرِكَ العروس امرأة الحمل، أورشليم، (…) نازلة من السماء من عند الله، وعليها مجدُ الله” (راجع رؤ 21: 9 – 11). وتنزلُ كنيسة المؤمنين من السماء، من عندِ الله، لأنّ الله أعطاها أن يكون مسكنُها في السماوات. فهي تعيشُ في الوقت الحاضر بالإيمان والرجاء، ولكنّها ستحتفلُ قريبًا بعرسها مع العريس. يقول سفر الرؤيا: “طُوبَى لِلمَدْعُوِّينَ إلى وَلِيمَةِ عُرْسِ الحَمَلِ” (رؤ 19: 9).
maronite readings – rosary.team