السبت، ٢٣ ديسمبر : القدّيس يوحنّا الصليب
بإمكان الله أن يقول لنا: “إنّ ابني هو كلّ كلمتي، وكلّ إجاباتي؛ فهو كلّ مُخطّطي ورؤيتي. لقد أجبتكم عن كلّ شيء وكشفت لكم كل شيء وأظهرت كلّ شيء حين أعطيتكم إيّاه أخًا، رفيقًا، مُعلِّمًا، إرثًا ومكافأة… “هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضيت، فلَهُ اسمَعوا” (مت 17: 5) … “وإن أردت أن تسمع منيّ كلمة تعزية، أنظر إلى ابني الّذي أطاعني، والذي سلّم ذاته للذلّ والأسى بفعل محبّتّه، وستسمع كلّ ما سيجيبك به. وإن كنت تريد أن أكشف لك المستور أو بعض الأحداث، فما عليك إلاّ أن تلقي نظرة عليه، وستجد فيه أسرارًا مكنونة وحكمة الربّ وعجائبه، كما قال رسولي بولس: “فيَبلُغوا مِنَ الإِدراكِ التَّامِّ أَعظَمَ مَبلَغٍ يُمَكِّنُهم مِن مَعرِفَةِ سِرِّ الله، أَعْني المسيح، فقَدِ استَكَنَّت فيه جَميعُ كُنوزِ الحِكمَةِ والمَعرِفَة ” (كول 2: 3). وكنوز الحكمة هذه ستكون أكثر تسامٍ، وأكثر لذّة وأكثر فائدة من كلّ ما يمكن أن تتعلّمه في مكان آخر. لذا كان الرسول نفسه يفاخر: ” فإِنِّي لم أَشَأْ أَن أًعرِفَ شَيئًا، وأَنا بَينَكُم، غَيرَ يسوعَ المسيح، بل يسوعَ المسيحَ المَصْلوب ” (1كور2: 2). فإن كنت ترغب في الرؤى أو الإيحاءات الإلهيّة أو الحسيّة، فانظر إلى ذلك الإله الذي صار إنسانًا، وستدرك ما يتخطّى كلّ ما في ذهنك، لأنّ بولس الرسول قال أيضًا: ” ففِيه يَحِلُّ جَميعُ كَمالِ الأُلوهِيَّةِ حُلولا جَسَدِيًّا” (كول2: 9). لا حاجة إذًا إلى طرح الأسئلة على الله كما في السابق، وليس من الضروري أن يتكلّم، إذ إنّ الإيمان بالرّب يسوع المسيح قد أُعلن. فليس هناك من إيمان يُكشف بعده ولن يكون أبدًا.
maronite readings – rosary.team