السبت، ٢٧ أبريل : القدّيس أوغسطينُس
كلّ إنسان يسأل الربّ “أمرًا واحدًا” و “يسعى إليه” (راجع مز 7[26]: 4)، إنّما يسأله بيقين وضمانة… هذا الشيء الفريد هو الحياة الحقيقيّة والمبارَكة الوحيدة: التأمّل في طيبة الله إلى الأبد، عندما سنصبح خالدين في النّفس والجسد. هذا هو السبب في أنّنا نبحث عن كلّ شيء آخر، ونطلبه كما ينبغي. الإنسان الذي سوف يناله سيكون له كلّ ما يريد، ولن يكون قادرًا على الرغبة في أيّ شيء غير صالح. هناك، في الواقع، يوجد ينبوع الحياة، الّذي يجب أن نعطش إليه الآن في الصلاة، طالما أنّنا نعيش في الرجاء وأنّنا لا نرى بعد ما نرجوه (راجع رو 8: 25) نحن مستترون “في ظلّ جناحَيه. أمامه توجد كلّ رغبتنا” (راجع مز36[35]: 8 + 38[37]: 10) نحن نريد أن “نرتوي مِنْ دَسَمِ بَيْتِه، وَمِنْ نَهْرِ نِعَمِه نستقي”، لأنّ “فيه ينبوع الحياة وبنوره سنعاين النور” (راجع مز36[35]: 8 وما يليها). عندئذٍ ستُشبَع رغبتنا بالسعادة، ولن يكون لدينا أيّ شيء نسعى إليه ونحن نَئنّ، لأنّنا سوف نمتلكه بالفرح. ومع ذلك، وبما أنّه “سلام يفوق كلّ عقل” (في 4: 7)، فإنّنا عندما نطلبه بالصلاة، “لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي” (رو 8: 25) في الواقع، كيف نعرف أن نسأل شيئًا يتجاوز فهمنا؟… يكتب الرسول بولس: “وَلكِنْ إِنْ كُنَّا نَرْجُو مَا لَسْنَا نَنْظُرُهُ فَإِنَّنَا نَتَوَقَّعُهُ بِالصَّبْرِ”، ويضيف: “وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا.”(رو 8: 25 وما يليها).
maronite readings – rosary.team