السبت، ٢٧ أغسطس : القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ
إنّ العهد الذي قطعه الله لإبراهيم آنذاك ما زال ثابتًا. وبالفعل، فقد قال له: “ارفَعْ عَينَيكَ وانظُرْ مِنَ المكانِ الذي أنتَ فيه شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا: إنّ كُلَّ الأرضِ التي تَراها لَكَ أُعطيها ولِنَسلِكَ لأَبَد” (تك 13: 14-15). مع ذلك، لم يحصل إبراهيم على أيّ ميراث في الأرض، “ولا حتّى موطئ قدم”، لكنّه كان دائمًا “نَزيلاً ومُقيمًا” (راجع أع 7: 5؛ تك23: 4). إذا وعد الله إبراهيم بميراث على الأرض ولم ينله خلال حياته هنا، فيجب أن يحصل عليه من خلال نسله، أي الذين يخافون الله ويؤمنون به عند قيامة الأبرار. أمّا نسله الآن، فهو الكنيسة التي تتلقّى بنوّتها لإبراهيم بالتّبني من خلال الرّب يسوع المسيح كما قال يوحنّا المعمدان: “إنَّ اللهَ قادِرٌ على أَن يُخرِجَ مِن هذهِ الحِجارةِ أبناءً لإبراهيم” (مت 3: 9). كذلك قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل غلاطية: “فأَنتُم، أيّها الإخوَة، أَولادُ المَوعِدِ على مِثالِ إسْحق” (غل 4: 28). كما قال في الرسالة نفسها وبوضوح أنّ كلّ مَن آمن بالرّب يسوع المسيح ينال به وعد الله لإبراهيم: “فمَواعِدُ اللهِ قد وُجِّهَت إلى إبراهيمَ وإلى نَسلِه، ولَم يَقُلْ: وإلى أنسالِه كما لو كانَ الكلامُ على كثيرين، بل هُناكَ نَسلٌ واحد: وإلى نَسلِكَ، أيّ المسيح” (غل 3: 16). وليؤكّد كلّ ما سبق تابع قائلاً: “هكذا آمَنَ إبراهيمُ بالله، فحُسِبَ لَه ذلِكَ بِرًّا”. لنعلم إذًا أنّ كلّ مَن آمن بالله هو ابن لإبراهيم. وكان هذا الأخير يعلم مسبقًا أنّ الله سيبرّر الوثنيّين بالإيمان، فكتب في الإنجيل: “تُبارَكُ فيكَ جَميعُ الأُمَم”. إذًا، إن لم يكن إبراهيم أو نسله، أي الذين بُرِّروا بالإيمان، هم الذين سيرثون الآن على الأرض، فهم سينالون ميراثهم عند قيامة الأبرار لأنّ الله ثابت وصادق في كلّ شيء. لذا، قال الربّ: “طوبى لِلوُدَعاء فإنّهم يرِثونَ الأرض” (مت 5: 4).
maronite readings – rosary.team