السبت، ٢٧ مايو : القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع والوجه الأقدس
توجد في جماعتنا الرّهبانيّة أخت لها الموهبة بأن تثير استيائي في كلّ شيء؛ كانت حركاتها، وكلماتها، وطباعها تزعجني. لكنها راهبة قدّيسة لا بدّ أنها محبوبة لدى الله؛ وبما أنّي لم أكن أريد أن أستسلم لهذا الكره الطبيعي الذي كنت أشعر به، فكّرت بأن المحبة يجب ألاّ تكمن في المشاعر، إنّما في الأعمال. عندها، التزمت بأن أفعل مع هذه الأخت ما كنت قد أفعله مع أكثر شخص أحبّه. في كلّ مرّة كنت ألتقي بها، كنت أصلّي لله من أجلها، مقدّمة له كلّ فضائلها وحسناتها. كنت أشعر بقوّة بأن هذا يفرح الرّب يسوع، لأنّه ما من فنّان لا يحبّ أن يتلقّى مدائح على أعماله، والرّب يسوع، فنّان النفوس، يفرح حين لا نتوقّف عند المظاهر الخارجيّة، حين ندخل إلى الهيكل الخاص الذي اختاره كمقّر له، ونُعْجَب بجماله. لم أكن أكتفي بالصلاة بكثافة للأخت التي كانت لي مصدر الكثير من الصراعات، إنما كنت أحاول أن أخدمها بكلّ الطرق، وحين كنت أشعر بالرغبة بأن أجيبها بطريقة مسيئة، كنت أكتفي بأن أبتسم لها بالكثير من المحبّة، وأحاول أن أغيّر الحديث… وغالبًا أيضًا… عندما كانت صراعاتي عنيفة جدًّا، وكان لديّ بعض الأعمال مع هذه الأخت، كنت ألوذ بالفرار مثل الهارب. وبما أنّها كانت تجهل تمامًا ما كنت أشعر به حيالها، لم تشكّ يومًا بدوافع تصرّفاتي وبقيت مقتنعة بأن طبعها يروق لي. وفي أحد الأيام، في وقت الاستراحة، قالت لي تقريبًا هذه الكلمات وهي تشعر بالفرح: “هل يمكنك أن تقولي لي، أختي تيريزيا الطفل يسوع، ما الذي يجذبك هكذا إليّ؟ في كلّ مرّة تنظرين إليّ أراك مبتسمة؟” آه، إنّ ما كان يجذبني، هو الرّب يسوع المخبّأ في داخل نفسك. الرّب يسوع الذي يحوّل إلى العذوبة ما هو أشدّ مرارة.
maronite readings – rosary.team