السبت، ٢٨ ديسمبر : القدّيس برونو دي سيغني
وصل المجوس الآتون من المشرق إلى بيت لحم، يقودهم النجم، ودخلوا المنزل الذي كانت تقيم فيه مريم العذراء الطوباويّة مع الطفل؛ وفتحوا كنوزهم، وقدّموا ثلاث هدايا للربّ: البخور والمرّ والذهب، التي بها اعترفوا به على أنّه إله حقيقيّ، وإنسان حقيقيّ، ومَلِك حقيقيّ. هذه هي الهدايا التي لم تتوقّف الكنيسة أبدًا عن تقديمها إلى الله مخلّصها. هي تقدّم البخور لمّا تعترف وتؤمن به كربّ حقيقيّ، خالق الكون. وتقدّم المرّ عندما تؤكّد أنّه اتّخذ مادّة جسدنا، الذي فيه أراد أن يتألّم ويموت من أجل خلاصنا؛ وهي تقدّم الذهب عندما لا تتردّد في إعلان أنّه يملك للأبد مع الآب والرُّوح القدس… هذه التقدمة قد يكون لها معنى سرّيّ آخر. حسب سليمان، إنّ الذهب يعني الحكمة السماويّة: “الكنز المُشتَهى هو في فم الحكيم” (راجع أم 21: 20)… وفقًا لصاحب المزمور، فإنّ البخور يرمز إلى الصلاة النقيّة: “لتُقَم صلاتي يا ربّ، كالبخور أمامك” (مز 141[140]: 2). لأنّه، إذا كانت صلاتنا نقيّة، فإنّها تفوح نحو الله كعطر أنقى من عطر البخور. وكما أنّ هذا الدخان يصعد إلى السماء، هكذا صلاتنا تتّجه نحو الربّ. المرّ يرمز إلى إماتة جسدنا. لذلك فنحن نقدّم الذهب للربّ عندما نلمع أمامه بنور الحكمة السماويّة… ونقدّم له البخور عندما نرفع نحوه صلاة نقيّة. والمرّ عندما نحمل الصليب وراء يسوع، بالتقشّف، “إذ نميت جسدنا مع الأهواء والشهوات” (راجع غل 5: 24).
maronite readings – rosary.team