السبت، ٢٨ مايو : البابا فرنسيس
إنّ حياة الرّب يسوع كلّها، طريقة تصرّفه مع الفقراء، حركاته، انسجامه مع ذاته، سخاؤه اليوميّ والبسيط، وأخيرًا تفانيه الكامل، كلُّها أشياء نفيسة وتساؤل حياتنا الخاصّة. كلّ مرّة يشرع أحدٌ ما في اكتشاف الرّب يسوع يقتنع بأن هذا هو من يحتاج إليه الآخرون، مع أنّهم لم يتعرّفوا إليه… أحيانًا، نفقد الحماس للرسالة، ناسين أنّ الإنجيل يلبّي أعمق حاجات الناس، لأننّا جميعًا خُلِقنا للأجل ما يقترحه علينا الإنجيل: الصداقة مع الرّب يسوع والمحبّة الأخويّة… يتوفّر لدينا كنزُ حياةٍ وحبٍ لا يمكن أن يغشّ، ألا وهو الرسالة الّتي لا يمكن أن تبدّل مواقفها ولا أن تخيّب الأمل. إنّها جواب يتولّد من أعماق الكائن البشريّ فيسنده ويرفعه. إنّها الحقيقة الّتي لا تبطل لأنّها قادرة على النفاذ إلى حيث لا شيء آخر يمكنه أن يصل. لا يمكن أن نعالج حزننا اللامتناهي إلّا بحبّ لا متناهٍ… باتّحادنا مع الرّب يسوع، فلنبحث عمّا يبحث هو، ولنحببّ ما يحبّ. في النهاية، إنّنا نبحث عن مجد الآب، حيث نحيا ونعمل ” لتَّسْبيحِ بِمَجدِ نِعمَتِه الَّتي أَنعَمَ بِها علَينا” (أف 1: 6). إن كنّا نريد أن نبذل ذواتنا كليًّا وباستمرار، علينا أن نتعدّى أيّ حافز آخر. إنّه السبب النهائيّ، الأعمق، الأعظم، إنّه العلّة والمعنى الأقصى لكلّ ما تبقّى. والرّب يسوع بحث عن مجد الله الآب، على مدى حياته كلّها. إنّه هو الابن الفَرِح أزليًّا بكلّ كيانه “الّذي هو في حضن الآب” (راجع يو 1: 18). إذا كنّا مرسلين، فذلك أوّلاً لأنّ الرّب يسوع قال لنا: “وإذا أتيتم بثمرٍ كثيرٍ تمجّد بذلك أبي” (يو 15: 8). إنّا نبشّر بالإنجيل لمجد الله الآب الأعظم الّذي يحبّنا، غير مكترثين أكان ذلك يلائمنا أم لا، أكان يعجبنا أم لا، أكان ينفعنا أم لا؛ إنّا نبشّر متعدّين حدود رغباتنا الضيّقة، وفهمنا وتبريراتنا.
maronite readings – rosary.team