السبت، ٢٩ أبريل : القدّيس كيرِلُّس
سأل بطرس: “يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك؟” كان يقصد: “مَن سيشرح لنا مثلك الأسرار الإلهيّة؟” أو: “عند مَن سنجد شيئًا أفضل؟ وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك”. هذا الكلام ليس صعبًا كما قال تلاميذ آخرون. بل على العكس، هو يقود إلى الحقيقة الأروع، الحياة الّتي لا نهاية لها، الحياة التي لا تفنى. هذا الكلام يشير إلى أنّه يفترض بنا الجلوس عند قدميّ الرّب يسوع المسيح، واعتباره معلّمنا الوحيد والأوحد والبقاء دائمًا إلى جانبه… يعلّمنا العهد القديم أيضًا أنّه يفترض بنا اتّباع الرّب يسوع المسيح والبقاء متّحدين به. في الواقع، بعد أن تحرّر بنو إسرائيل من الاستعباد المصري وانطلقوا باتّجاه أرض الميعاد، لم يدعهم الله يشقّون طريقهم وسط الفوضى. ذاك الذي يعطي شريعته لن يسمح لهم بالذهاب إلى أيّ مكان، وفقًا لرغبتهم. في الحقيقة، كانوا سيتشتّتون بالتأكيد بدون مرشد…؛ لقد وجد بنو إسرائيل خلاصهم من خلال البقاء مع مرشدهم. اليوم، نحن نؤَمِّن خلاصنا من خلال رفض الانفصال عن الرّب يسوع المسيح، لأنّه ظهر للقدماء تحت هيئة الخيمة وعمود الغمام وعمود النار (راجع خر 13: 21؛ 26). “مَن أَرادَ أَن يَخدُمَني، فَلْيَتْبَعْني وحَيثُ أَكونُ أَنا يَكونُ خادِمي ومَن خَدَمَني أَكرَمَهُ أَبي” (يو 12: 26)… إذًا، إنّ السير برفقة الرّب يسوع المسيح المخلّص وعلى خطاه لا يحصل بالمعنى المادي، بل من خلال أعمال الفضيلة. لقد التزم التلاميذ الأكثر حكمة من كلّ قلبهم…؛ وقالوا بحقّ: “إلى مَن نذهب؟” بكلام آخر: “سنكون دائمًا معك، وسنتمسّك بوصاياك وسنتلقّى كلامك بدون أيّ احتجاج. لن نصدّق مع الجهلة أنّ كلامك صعب ولا يمكن سماعه. بل على العكس، سوف نقول: “ما أَعذَبَ قَولَكَ في حَلْقي! هو أَحْلى مِنَ العَسَلِ في فَمي” (مز119[118]: 103).
maronite readings – rosary.team