السبت، ٤ مايو : القدّيس أمبروسيوس
قال بولس الرسول إنّ “الخَليقةَ تَنتَظِرُ بِفارِغِ الصَّبْرِ تَجَلِّيَ أَبناءِ اللّه” (رو 8: 19). فقد سُلِّمَت هذه الخليقة حاليًّا، بالرّغم عنها، إلى سلطة العدم؛ إلاّ أنّها ما تزال تعيش الرجاء. فهي تأمل أن يساعدها الرّب يسوع المسيح، من خلال النعمة، في التحرّر من عبوديّة الفساد التي لا مفرّ منها، وفي استقبال الحريّة المجيدة لأبناء الله. هكذا، تسود حريّة واحدة للخليقة ولأبناء الله، عندما يتجلّى مجدهم. لكن الآن، طالما أنّ هذا التجلّي مرغوب فيه، “فإنَّ الخَليقةَ جَمْعاءَ تَئِنُّ إِلى اليَومِ مِن آلامِ المَخاض”(رو 8: 22) بانتظار المشاركة في مجد التبنّي والفداء. من الواضح أنّ المخلوقات التي تئنّ منتظرةً تبنّي الأبناء تحمل في داخلها أولى مواهب الرُّوح (راجع رو 8: 9 وما يليها). فهذا التبنّي هو افتداء الجسد بأكمله، عندما يرى أمامه هذا الخير الأبدي والإلهي، بصفته ابن الله بالتبنّي. والدليلُ على كَونِكُم أبناء أنّ اللهَ أرسَلَ روحَ ابنِه إلى قُلوبِنا، الروحَ الذي يُنادي: “أبّا”، “يا أَبتِ” (رو 8: 15). لكنّ هذا التبنّي لن يصبح كاملاً إلاّ عندما يقوم كلّ الذين تمتّعوا برؤية وجه الله في الخلود والكرامة والمجد. عندها، تكتمل عمليّة افتداء الجنس البشري. لذا، تجرّأ بولس الرسول على القول: “في الرَّجاءِ نِلْنا الخَلاص” (رو8: 24). في الواقع، إنّ الرجاء يخلّص، تمامًا كالإيمان: “إيمانك خلّصكَ” (مر5: 34).
maronite readings – rosary.team