السبت، ٤ يونيو : الطّوباوي تيطُس برندسما
لطالما سمعتم أننا نعيش وقتًا رائعًا، زمن الرّجال العظام… ومن السّهل أن نفهم رغبتنا أن يظهر قائدُ قويٌ مقتدرً… فهذا النوع من الوثنية الحديثة (النازية) يعتبر الطبيعة جمعاء انبثاقًا من الله… ويُقدّر أن عٍرقّا معينًا يسمو على عرقٍ آخر نُبلًا وطهرًا … وههنا أساس عبادة العِرق والدمّ وعبادة أبطال شعبه الخاص. إن الانطلاق من هذه الفكرة المغلوطة والخاطئة، واعتماد هذه الطريقة لن يؤدي سوى إلى ارتكاب أخطاء جسيمة. ومن المحزن أن نرى مستوى الحماس والجهود المبذولة في خدمة هذا المثالٍ الخاطئ والخالي من أي أساس. على الرغم من ذلك يمكننا أن نتعلّم من أعدائنا. إذ يمكننا أن نتعلم من فلسفتهم الكاذبة كيف نطهّر المثال الذي نتبعه ونحسنّه. وقد نتعلّم أيضًا كيف ننّمي حبًا عظيماً لهذا المثال وكيف نُلهب درجاتٍ عالية من الحماس له وحتى نتقبّل أن نحيا أو نموت له، وكيف نوطّد العزيمة لنُجسّد هذا المثال فينا وفي غيرنا. وعندما نتحدّث عن مجيء الملكوت وعندما نصلّي حتى يأتي الملكوت فإن فكرنا لا يميّز على أساس العرق أو الدم، بل نركّز على الأخوّة بين جميع البشر، لأن جميع البشر إخوتنا، ولا نعزل حتى أولئك الذين يُبغضوننا ويهاجموننا، لأننا جميعًا مرتبطين بذلك الذي “يُطلِعُ شَمْسَه على الأَشرارِ والأَخيار” (مت 5: 45).
maronite readings – rosary.team