السبت، ٦ أبريل : القدّيس أفرام السريانيّ
كان الرّسل جالسين في العليّة، منتظرين مجيء الرُّوح القدس. كانوا كالمشاعل الجاهزة التي تنتظر أن يضيئها الرُّوح القدس لتنير الخليقة كلّها بتعاليمها… كانوا كالمزارعين الحاملين البذور في عباءاتهم، بانتظار تلقّي الأمر بالبدء بعمليّة الزرع. كانوا كالبحّارة، قاربهم مربوط في مرفأ أوامر الابن، منتظرين نسمة الرُّوح القدس. كانوا كرعاة ينتظرون استلام قيادة القطيع من يد الرّاعي الأكبر وينتظرون توزيع المهام عليهم. “وأَخذوا يتكلَّمونَ بِلُغاتٍ غَيرِ لُغَتِهِم” (أع 2: 4) أيّتها العليّة، حيث رُميَ الخمير الذي رفع العالم كلّه! أيّتها العليّة، أمّ جميع الكنائس. العليّة التي شاهدت معجزة العلّيقة المشتعلة (خر 3). العليّة التي فاجأت أورشليم بآية أكبر من آية أتون النار التي أدهشت أهل بابل (دا 3). كان أتون النار يحرق مَن كانوا حوله، لكنّه كان يحمي مَن كانوا وسطه. كانت نار العليّة تجمع مَن يرغب في رؤيتها من الخارج فيما تريح مَن يتلقّاها. أيّتها النار التي يُعتبر مجيئها كلمة، وسكوتها نور، النار التي تصلح القلوب بالنعمة. كان بعض الذين يعارضون الرُّوح القدس “يَقولونَ ساخِرين: قدِ امتَلأُوا مِنَ النَّبيذ ” (أع 2: 13). أنتم تقولون الحقيقة، لكنّ الأمر ليس كما تعتقدون. هم لم يشربوا خمر الكرمة. إنّه خمر جديد نزل من السماء. إنّه خمر معصور حديثًا على الجلجلة. لقد قدّمه الرُّسل ليشرب منه الناس وأسكروا البشريّة كلّها. إنّه خمرٌ معصورٌ على الصليب.
maronite readings – rosary.team