السبت، ٦ يناير : القدّيس مكسيمُس الطورينيّ
عندما كان يوحنّا يتكلّم في أيّامه مُبشِّرًا بالربّ، لم يكن يتوجّه بكلامه الى الفرّيسيّين فقط بقوله: “أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قويمة” (مت 3: 3). فهو لا يزال اليوم يصرخ فينا، يهزّ دويّ صوته صحراء خطايانا. حتّى من بعد خلوده لغفوة الاستشهاد ما زال صوته مدوّيًا اليوم فينا قائلا: “أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قويمة”. هكذا أوصى يوحنّا المعمدان بإعداد طريق الربّ. فما هي، يا ترى، الطريق التي أعدّها هو للمخلّص؟ لقد رسم يوحنّا تلك الطّريق من أوّلها إلى آخرها، ورتّبها من أجل مجيء الرّب يسوع المسيح، لأنّه كان في كلّ لحظة، بسيطًا، ومتواضعًا، ومتقشّفًا ونقيًّا. قال الإنجيلي واصفًا فضائله كلّها: “وكانَ على يُوحنَّا هذا لِباسٌ مِن وَبَرِ الإِبِل، وحَولَ وَسَطِه زُنَّارٌ مِن جِلْد. وكان طَعامُه الجَرادَ والعَسلَ البَرِّيّ” (مت 3: 4). أيُّ علامة للتواضع لدى نبيّ أكبر من احتقار الملابس الناعمة وارتداء الوبر الخشن؟ أي علامة للإيمان أعمق من أن يكون المرء دائم الجهوزيّة للخدمة، وزنّاره حول وسطه؟ هل هناك علامة عن العفّة أكثر إشعاعًا من التخلّي عن ملذّات الحياة ليكون الطعام جرادًا وعسلاً بريًّا؟ كلّ تصرّفات النبيّ تلك كانت برأيي نبويّة بحدّ ذاتها. عندما يرتدي سابق الرّب يسوع المسيح ملابس خشنة من وبر الإبل، ألا يعني هذا ببساطة أنّ الرّب يسوع المسيح بمجيئه، سوف يلبس جسدنا البشري، بنسيجه القاسي والخشن من جرّاء خطايا هذا الجسد بالذات؟ إنّ حزام الجلد يعني أنّ جسدنا الضعيف، المائل نحو الرذيلة قبل مجيء الرّب يسوع المسيح، سوف يقوده الرّب نحو الفضيلة.
maronite readings – rosary.team