السبت، ٨ يوليو : القدّيس أوغسطينُس
لنفترض أنّ اضطرابات الجسد سكتت في أحد ما، وصمتت كلّ أوهام الأرض والمياه والهواء، وحتّى السماوات. لنفترض أنّ النفس بذاتها صمتت وتخطّت ذاتها بعدم التفكير في نفسها: صمت أحلام الخيال. لنفترض أنّ كلّ اللغات قد سكتت في أحدٍ ما، ومعها كلّ العلامات العابرة، وأنّ كلّ شيء قد صمت، إذ إنّه بالنسبة لمَن يمكنه أن يسمع، فإنّ كلّ الأشياء تقول: “اعلموا بأنّ الربّ هو الله هو صنعنا… فانَّ الرَّبَّ صالِحٌ وللأبدِ رَحمَتُه” (مز100[99]: 3 + 5). بناء على ما تقدّم، لنفترض أنّ كلّ الأشياء قد صمتت، لتدير أذنها نحو خالقها، وأنّه هو وحده مَن يتكلّم، ليس من خلال أعماله، إنّما من خلال ذاته، ليجعلنا نسمع كلمته بدون لغة بشريّة أو صوت ملاك أو غمام كثيف (راجع خر 19: 16) ولا من خلال مثل ملتبس. إذا كان هو الذي نحبّه في هذه الأشياء، جعلنا نسمعه من دونها… وإذا بلغ فكرنا الحكمة الأزليّة التي تبقى فوق كلّ الأشياء… ألا يكون هذا إتمامًا لهذه الكلمة: “أدخل نعيم سيّدك” (مت 25: 21)؟
maronite readings – rosary.team