ذهب الرّب يسوع إلى نواحي صور وصيدا، وكانت هناك امرأة، كنعانيّة، وسوريّة-فينيقيّة، جاءت وتقول له: “إبنتي مريضة”. فلم يُجب بشيء، وكأنّه لا يسمع. ثمّ قال له الرسل: “إِصرِفها، فَإِنَّها تَتبَعُنا بِصِياحِها” فأجاب: “لَم أُرسَل إِلّا إِلى ٱلخِرافِ ٱلضّالَّةِ مِن آلِ إِسرائيل”. وزاد إصرار هذه المرأة فأجابها الرّب يسوع بكلام يبدو قاسيًا قائلاً لها: “لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ ٱلبَنينَ فَيُلقى إِلى صِغارِ ٱلكِلاب”. لقد بدا هذا قاسياً جدّاً على هذه الأمّ التي تطلب شفاء ابنتها، فيما تسمع الرّب يسوع يقول لها : “لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ ٱلبَنينَ فَيُلقى إِلى صِغارِ ٱلكِلاب”. أجابت: “نَعم، يا رَبّ! فَصِغارُ ٱلكِلابِ نَفسُها تَأكُلُ مِنَ ٱلفُتاتِ ٱلَّذي يَتَساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها”. أنظروا جواب الرّب يسوع… أنظروا، إنّه كان يضع حواجزًا. فهو لم يُرسَل إلى الخراف الضائعة، إلّا التي من إسرائيل، هذا دوره الخاصّ، ثمّ وضع له حواجز. والحواجز التي يضعها رفعت مستوى نهر حبّه. ثمّ قالت هذا القول الرائع: “نَعم، يا رَبّ! فَصِغارُ ٱلكِلابِ نَفسُها تَأكُلُ مِنَ ٱلفُتاتِ ٱلَّذي يَتَساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها- يَا امْرَأَةُ، إيمانك عظيم!” إنّه لَرائع، هذا الأمر. لم تكن في خطّة رسالة الرّب يسوع، لكنّها تأتي مع هكذا حبّ، حتّى أنّه اختبرها، إذ شعر بأنّها كانت نفساً عظيمة، فساعدها سرّاً، بأن وضع حواجز لرفع مستوى حبّها لهذه الدرجة. هذا واحد من أكثر المقاطع المؤثِّرة في الإنجيل. لذلك، يمكن أن يفعل كذلك معنا في بعض الأحيان، أن يعاملنا بقساوة، ويتركنا بشعورنا وكأنّه يدفعنا بعيدًا. هذا يمكن أن يكون في بعض الأحيان مؤلماً جدّاً في الإختبارات الكبيرة المخصَّصة لتلك النفوس العظيمة، هناك أوقات يمكنها أن تكون رهيبة، تجارب رهيبة يمكن أن تأتي بعد سنوات من الحياة المعطاة لله، كما يمكن أن تأتي تجارب ضدّ الإيمان مثلاً، ويمكنها أن تكون فظيعة. لماذا يسمح الله بهذه السدود؟ لكي يجعل الصلوات ترتفع، والدعاء. وبعد ذلك، يزيد الإيمان عشرات الأضعاف.
maronite readings – rosary.team