الأربعاء، ١٧ مايو : القدّيس بطرس خريزولوغُس
“فلَمَّا رآها يسوعُ تَبكي ويَبكي معَها اليَهودُ الَّذينَ رافَقوها، جاشَ صَدرُه وَاضطَرَبَت نَفْسُه”. بكت مريم، وبكى معها اليهود… وحتّى الرّب يسوع، فقد دمعت عيناه… أتظنّ أنّهم كانوا كلّهم يشعرون بالأسى نفسه؟ لقد بكت مريم، أخت الميت، لأنّها لم تستطع أن تنقذ أخاها، ولا أن تبعد الموت. لطالما اقتنعت بالقيامة، ولكن خسارة سندها، وفكرة غيابه المرّة، وحزن الفراق، جعلت دموعها تتدفّق… صورة الموت القاسية لا يمكن إلاّ أن تؤثّر فينا وتجعلنا نضطرب، مهما كان إيماننا. وبكى اليهود أيضًا لأنّهم تذكّروا حالتهم الفانية ولكونهم يئسوا من الأبديّة… لا يستطيع الإنسان الفاني إلاّ أن يبكي أمام الموت. أيّ من هذه الأحزان أثّرت أكثر في الربّ يسوع المسيح؟ ولا واحد؟ إذًا لماذا بكى؟ لقد قال: “قد ماتَ لَعاَزر، ويَسُرُّني، مِن أَجْلِكُم كي تُؤمِنوا، أَنِّي لم أَكُنْ هُناك”… وها هو يذرف دموعًا فانية في الوقت الذي يوزّع فيه روح الحياة! يا إخوة، هذا هو الإنسان: إنّه يذرف الدموع تحت تأثير الفرح، كما تحت تأثير الأسى… لم يبكِ الرّب يسوع المسيح من أسى الموت، ولكن لذكرى الفرح، هو الذي “سيَسمَعُ صوتَه جَميعُ الَّذينَ في القُبور فيَخُرجونَ” إلى الحياة الأبديّة (يو 5: 28-29). كيف نستطيع التفكير في أنّ الرّب يسوع المسيح قد بكى من الضعف البشري عندما نرى الآب السماوي يبكي ابنه الضالّ عند عودته وليس ساعة ذهابه؟ (لو 15: 20). لقد سمح بأن يذوق لعازر طعم الموت لأنّه أراد أن يقيم الميت فيظهر مجده، لقد سمح بأن ينزل صديقه إلى مثوى الأموات حتّى يظهر الله، ويعيد الإنسان من الجحيم.
maronite readings – rosary.team