الخميس، ٦ يناير : القدّيس صفرونيوس
اليوم أشرقت الشمس التي لا تغرُب واستنار العالم بنورِ الربّ. اليوم أمطرت السُحُبُ من السماء على البشر ندى العدل السماوي. اليوم قَبِلَ المولود غير المخلوق طوعًا وَضعَ اليد من قبل ذاك الذي خلقَه بنفسه. اليوم تقدّم النبيُّ والسابق نحو سيّده، لكنّه وقف بِرعدةٍ بالقرب منه، عند مشاهدته تنازل الإله تجاهنا. اليوم تحوّلت مياه الأردن إلى ينبوع خلاص من خلال حضور الربّ. اليوم مُحِيَت زلاّت البشر في مياه الأُردن. اليوم انفتح الفردوس أمام البشر وأشرقت لنا شمسُ العدل (راجع ملا 3: 20). اليوم أسرع المعلّم لنيل المعموديّة كي يرفع الجنس البشري. اليوم انحنى ذاك الذي لا يستطيع الانحدار كي يعتقنا من العبوديّة. اليوم اكتسبنا ملكوت السماوات لأنّ ملكوت الربّ لا نهاية له. اليوم تقاسم الأرض والبحر فرحَ العالم والعالم امتلأ بهجة. “رأتكَ المِياهُ يا أَلله رأَتكَ المِياهُ فرَجَفَت والغمارُ اْرتَعَدَت” (مز 77[76]: 17). “هرب الأُردُنّ إِلى الوَراءِ رَجَع” (مز 114[113]: 3) لمّا عاينَ نار الألوهيّة تنحدر نحوه وتنزل في مجراه. “هرب الأُردُنّ إِلى الوَراءِ رَجَع” لمّا شاهد الرُّوح القدس ينزل من السماء بشكل حمامة ويرفرف عليك. “هرب الأُردُنّ إِلى الوَراءِ رَجَع” عندما رأى غير المنظور يصبح منظورًا، وتجسّد الخالق واتّخذ صورةِ العبد. وسُمِع صوت السُّحب تبدي إعجابها من مجيء النُّور من نور والربُّ الحقّ من الربُّ الحقّ. هذا هو عيد الربِّ نراه اليوم في الأُردن. كما نراه يُغرق في الأُردن الموتَ الذي سبّبته لنا المعصية وشوكة الخطيئة وسلاسل الجحيم، ويمنح العالم معموديّة الخلاص.
maronite readings – rosary.team