إنّ وحدة النّفس مع الرّب يسوع المسيح هي أمر مختلف عن الشراكة بين شخصين أرضيّين: هي تبدأ بالمعموديّة وتثبّت باستمرار بواسطة الأسرار الأخرى، إنّها اندماج وتدفّق للعصارة، كما أخبرنا مثل الكرمة والأغصان (يو 15). عمل الوحدة هذا مع الرّب يسوع المسيح يقود إلى تقارب العضو من الآخر بين كلّ المسيحيّين. هكذا، تلبس الكنيسة جسد المسيح السرّي. هذا الجسد هو جسد حيّ والرُّوح الذي يحييه هو روح المسيح الذي ينطلق من الرأس ويجري نحو جميع الأعضاء: الرُّوح المنبثق من الرّب يسوع المسيح هو الرُّوح القدس، وتكون الكنيسة بذلك هيكل الرُّوح القدس (راجع 1كور 6: 19). لكن رغم الوحدة العضويّة الحقيقيّة للرأس والجسد، تقف الكنيسة إلى جانب الرّب يسوع المسيح كشخص مستقلّ. بصفته ابن الآب الأزلي، عاش الرّب يسوع المسيح قبل بدء الأزمنة وقبل كل وجود بشريّ. بفعل الخلق، عاشت البشريّة قبل أن يأخذ الرّب يسوع طبيعتها وقبل أن يندمج بها. بتجسّده، أعطاها حياته الإلهيّة. بعمله الفدائي، جعلها قادرة على قبول النعمة… الخليّة الأولى لهذه البشريّة التي تمّ افتداؤها هي مريم: بها، اكتمل للمرّة الأولى التطهير والتقديس بالرّب يسوع المسيح. هي الأولى التي امتلأت بالرُّوح القدس. قبل أن يولد ابن الله من العذراء القدّيسة، هو خلق هذه العذراء الممتلئة نعمة؛ وبها ومعها، أسّس الكنيسة. لذلك، هي مخلوقة منفصلة عنه، تقف إلى جانبه رغم أنّها دائمة الاتصال به. كلّ نفس مطهّرة بالمعموديّة ومرتفعة إلى حالة النعمة، هي بالتالي مخلوقة من الرّب يسوع المسيح ومولودة له. لكنّها مخلوقة في الكنيسة وهي تولد بالكنيسة… هكذا تكون الكنيسة أمّا لكلّ مَن يتوجّه إليه الفداء. هي كذلك باتّحادها الحميم مع الرّب يسوع المسيح، ولأنّها تقف إلى جانبه بصفتها عروس الرّب يسوع المسيح، لتشاركه عمله الفدائي.
maronite readings – rosary.team