إنّ الرّب يسوع المسيح هو، اليوم كما سابقًا، ربٌّ مليءٌ بالطّيبة والمحبّة… أنظروا كيف يتصرّف. إنّه يظهر رحمةً تجاه الخاطئ الّذي يستحقّ تأنيبًا في الواقع. إنّ الذين يغضبونه يستحقّون أن يُدانوا، غير أنّه يتوجّه إلى الناس المذنبين بأعذب الكلام قائلاً: “تَعالَوا إِليَّ جَميعًا، أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم”. إنّ الرّب متواضعٌ؛ أمّا الإنسان، فهو متكبّر. إنّ القاضي يظهر مسامحته؛ أمّا المجرم، فهو وقح. يتفوّهُ الحِرفيّ بكلمات متواضعة؛ أمّا الطين، فيلقي خطابات على طريقة الملوك. “تعالوا إليَّ… اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي، فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم”. هو لا يأتي بالسوط ليَجلدَ، بل بالدواء ليَشفي. فكّروا إذًا في صلاحه الفائق الوصف. هل سترفضون أن تعبّروا عن محبّتكم للرّب الذي لا يضرب أبدًا، وعن إعجابكم بالقاضي الذي يطلب السماح للمذنب؟ من المستحيل أن تبقوا غير مبالين أمام كلماته البسيطة: أنا الخالق وأحبّ صنيعتي؛ أنا الحِرفيّ وأعتني بما صنَعَتْه يديَّ (راجع تك 2: 7). لو كنتُ لا أبالي سوى بكرامتي، لما رفَعتُ الإنسان الخاطئ. لو لم أعالجْ مرضَه العضال بالأدوية المناسبة، لما استعادَ عافيتَه. لو لم أواسِه، لَفارقَ الحياة. لو اكتفَيتُ بتهديده، لَهَلِك. هو مطروح على الأرض، لكنّني سأشفيه بالزيت والخمر (راجع لو 10: 34). ممتلئًا رحمةً، أنحني نحوه لأنتَشلَه من سقطته. فذاك الذي يكون واقفًا لا يستطيع أن يُقيم إنسانًا مُستلقيًا على الأرض من دون أن ينحني ليمدّ له يده. “تعالوا إليَّ… اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي، فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم”.
maronite readings – rosary.team