الأحد، ٢٤ أكتوبر : التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
في البدء، سلّم الله الأرض ومواردها لإدارة بني البشر العامّة كي يؤمّنوا العناية بها ويَدبّروا شؤونها بعملهم ويستفيدوا من خيراتها. (تك 1: 26- 29). إنّ خيرات الخليقة هي مخصّصة للجنس البشري بأجمعه لكن في الحين نفسه إنّ الأرض هي موزّعة بين البشر كي تؤمّن لهم الطمأنينة في حياتهم المُعرّضة للقلّة والمهدّدة بالعنف. إنّ امتلاك الخيرات هو أمرٌ شرعي كي يكفل حرّية وكرامة الناس وكي يستطيع كل انسان أن يُؤمِّن حاجاته الأساسيّة وحاجات من هو مسؤول عنهم. يجب أن يُبّرر حقّ الامتلاك التضامن الطبيعي بين البشر. إن الحق في الملكيّة الخاصة لا يُلغي الواقع بأنّ الأرض وخيراتها قد وُهِبَت في الأصل الى البشرية جمعاء. فالغاية الشاملة للخيرات تبقى أساسيّة حتى ولو أن إعلاء الخير العام يوجب مراعاة المُلك الخاص وحقوق الفرد وممارسة هذه الحقوق. “إن الانسان، خلال ممارسته حقّ التملّك، عليه ألاّ يعتبر أن الاشياء التي يمتلكها بحق هي فقط ملكه، بل عليه أن يعتبرها أيضًا مُلكًا عامًا: وذلك كي تصبح مفيدة ليس له فقط بل للآخرين” (نور الأمم، 69). إنّ حقّ الملكية يجعل من المستلم الشرعي لخير الأرض وكيلاً للعناية الإلهية كي يجعل هذه الخيرات تثمر وتفيد الآخرين وأقرباءه أولاً. إنّ الخيرات الني تُنتَج تتطلّب اعتناء مالكها كي تفيد خصوبتُها أكبر عدد ممكن من الناس. لذلك على مالكي الخيرات المخصّصة للاستعمال وللاستهلاك أن يستعملوها باعتدال مخصّصين أفضل حصّة منها الى الضيف والمريض والفقير.
maronite readings – rosary.team