الخميس، ١٤ أكتوبر : القدّيس باسيليوس
حتّى متّى سنؤجّل طاعتنا للرّب يسوع المسيح الذي يدعونا إلى دخول ملكوته السماوي؟ ألن نقوم بتطهير أنفسنا؟ ألن نقبل بالتخلّي عن طريقة عيشنا المعتادة حتى نتبع الإنجيل بأمانة؟ … نحن ندّعي أننا نرغب ملكوت الله ولكننا نادرًا ما نُشغل نفسنا بسُبل الحصول عليه. والأدهى من ذلك أننا نعتقد أنفسنا جديرين بالحصول على المكافآت عينها الممنوحة لأولئك الذين قاوموا الخطيئة حتى الموت وذلك بسبب غرور نفسنا، وحتى دون أيّ جهدٍ من قِبلنا لاحترام وصايا الرَّب. لكن من هو الذي يجلس أو يرتاح، في أوان البذار، ثم يقوم فيما بعد، خلال الحصاد، بجمع الحِزم حفناتٍ حفنات؟ ومن هو الذي يقوم بالقطاف ولم يغرس الكرمة أو يزرعها؟ إن الثمار هي لمن تعبوا؛ وإن المكافآت والأكاليل هي لمن غلِبوا. فهل من رياضّي توِّجَ لو لم يتعرّى حتى ليُصارع منافسه؟ ومع ذلك يجب عليه ليس فقط أن يغلُب بل أيضًا أن “يُصارع بحسب القوانين” كما يقول بولس الرسول) راجع 2تم 2: 5) أي بحسب الوصايا التي أُعطيت لنا. إن الله صالح ولكنّه أيضًا عادل… “اَلرَّبُّ يُحِبُّ الصَلاحَ وَٱلعَدالَة وَٱلأَرضُ ٱمتَلَأَت مِن رَحمَتِهِ” (مز 33[32]]: 5) لذلك “بِٱلإِنصافِ أَتَغَنّى… وَلَكَ أُنشِدُ، أَيُّها الرّب” (مز 101[100]: 1). أنظر البصيرة التي يستخدمها الربّ في رحمته. وهو ليس رحيمًا دون اختبار، ولا يحكم دون شفقة لأن الربّ “رَؤوفٌ رَحيمٌ بارّ” (مز 112[111]: 4). لذا دعونا لا ننظر إلى صورة مقتطعة للربّ إذ لا يجوز أن نستخدم محبته للإنسان عُذرًا للتقصير.
maronite readings – rosary.team