الثلاثاء، ٢٨ سبتمبر : سمعان اللاهوتيّ الحديث
يا أيّها الجنس البشريّ بأسره، ملوكًا وأمراء، أغنياء وفقراء، رهبانًا وعلمانيين، دعوني أخبركم عن عظمة الحبّ الإلهيّ للبشر! فقد خطئتُ أمامه أكثر من أيّ إنسان في العالم… ولكنّي مع ذلك أعرف أنّه دعاني وأنا لبّيت النداء حالًا… دعاني إلى التوبة، فسرتُ فورًا في خطى معلّمي. حين كان يبتعد، كنت أتبعه…؛ فقد كان على هذا المنوال يمضي ويعود، يختبئ ويظهر، وأنا، أنا لم أكن أنظر إلى الوراء، لم أفقد شجاعتي، ولم أتخّلَ عن السباق… وحين لم أكن أراه، كنت أبحث عنه وعيوني مغرورقة بالدموع، أسأل العالم كلّه والناس كلّهم الذين رأوه يومًا. ومن كنت أسأل؟ لا حكماء هذا العالم ولا علماءه، إنّما الأنبياء والرُّسل والآباء، فالحكماء كانوا يعرفون في واقع الحال الحكمة القائلة بأنّ الرّب يسوع المسيح هو نفسه “قُدرَةُ اللّه وحِكمَةُ اللّه” (1كور 1: 24). سألتهم وكلي دموع وألم كبير في القلب أن يقولوا لي أين رأوه يومًا… وحين رأوا الرغبة التي تجتاحني وشعروا بأنّ كلّ ما في العالم والعالم نفسه غبار في عيني… في هذه اللحظة بالذات، كشف لي عن نفسه بالكامل. هو الخارج عن هذا العالم، والحامل هذا العالم وكلّ من فيه بكفّه، كلّ ما يُرى وما لا يُرى (كول 1: 16)، جاء ليلاقيني. كيف أتى ومن أين أتى؟ لا أعرف… لا يمكن أن تصف الكلمات ما لا يمكن التعبير عنه. فإنّ من يتأمل في هذا الحقائق فقط يدركها. ولذلك، يجب ألا نهمّ بالبحث عن غنى الأسرار الإلهيّة ورؤيتها وتعلّمها بالكلام، إنمّا بالعمل، وهذا الغنى سيكشف عن الرّب لمن يبحث عنه.
maronite readings – rosary.team