الأربعاء، ١ سبتمبر : كتاب الاقتداء بالمسيح من القرن الخامس عشر
قال الرّب “ها إِنَّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم”. تُب إلى الربّ بكلّ قلبكَ، واترك هذا العالم الشقيّ، فتجد نفسك الراحة. تعلّم أن تتخلّى عن الأمور الخارجيّة، وتنقطع إلى الداخليّة منها، فترى ملكوت الله يحلّ فيك. “فلَيس مَلَكوتُ اللهِ أَكْلاً وشُرْبًا، بل بِرٌّ وسَلامٌ وفَرَحٌ في الرُّوحِ القُدُس” (رو 14: 17). لا يُمنح هذا الفرح لمن هم بغير إيمان. إن أنت أعددت للرّب يسوع المسيح في داخلك مقامًا لائقًا، فإنّه يأتي إليك ويريك تعزيته. “جميع مجده” وبهائه “في الداخل” (راجع مز 45[44]: 14) هناك مسرّته. يفتقد الله كثيرًا الإنسان الّذي لديه حياة داخليّة؛ فيحادثه بعذوبة، ويعزّيه بلطف، ويفيض فيه سلامًا عظيمًا، ويعامله بألفةٍ عجيبة جدًّا. تشجّع إذًا: أعدّ قلبك لهذا العروس، لكي يرتضي أن يجيء إليك ويسكن فيك. لأنّه هكذا يقول: “إذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقاماً”. (يو 14: 23).
maronite readings – rosary.team