الأحد، ١٢ يونيو : سمعان اللاهوتيّ الحديث
لقد تألّقتَ وأظهرت نور جوهرك المنيع، أيّها المخلّص، وأضأتَ نفسًا غارقة في الظلام … إنّ نور الرُّوح قد أنار البشر والآن هم ينظرون الى الابن فَيَرَوْنَ الآب ويعبدون ثالوث الأقانيم، الإله الواحد … لأنّ الرّب (يسوع المسيح) هو الرُّوح (راجع 2كور 3: 17)، إنّ الله الآب، أبا ربّنا يسوع المسيح، هو الرّوح أيضًا ولا شك أنّ الرُّوح واحد لأنه غير منقسم. مَن يمتلك هذا الرُّوح، يمتلك حقّا الأقانيم الثلاثة لكن دون أي خلطٍ بينهم… لأنّ الآب موجود فكيف يكون هو أيضًا الابن؟ لأنه بجوهره غير مولود. وهناك الابن فكيف سيُصبح هو الرّوح؟ أمّا الرُّوح فهو روح – فكيف سيكون الآب؟ الآب هو آب، لأنه يَلِد باستمرار… الابن هو ابنٌ لأنّه مولود باستمرار وقد كان مولودًا قبل كلّ الأزمنة. وهوَ ولد دون أن يُقطع عن جذوره. لكنّه متمايزٌ دون أن يكون منفصلًا وهو بكامل شخصه واحدٌ مع الآب الحيّ، وهو الحياة بذاته ويهب الحياة للجميع (راجع يو 14: 6 و يو 10: 28). كلّ ما هو للآب هو أيضًا للابن كلّ ما هو للابن هو عينه للآب. حين أرى الابن أرى أيضًا الآب إننا نرى أن الآب هو نظير الابن في كل شيء، باستثناء أنّ الآب يَلِد والابن هو دومًا مولود… كيف ينبق الابن من الآب؟ كما الكلمة تنبثق من الرُّوح. كيف هو منفصل عنه؟ كما الصوت منفصل عن الكلمة. كيف يتجسّد؟ كالكلمة التي نكتب … كيف تعطي اسمًا لخالق كل شيء؟ الأسماء، الأعمال، التعابير، كلّها اتت الى العالم بأمر من الله لأنه هو مَن أعطى لأعماله اسمها ولكل واقع تسميته الخاصّة… لكن اسمه الخاص، لم يعرفه أحد إلّا بالله غير المُعَبّر عنه (راجع تك 32: 30) إن كان متعذّر التعبير عنه، إن كان لا اسم له، إن كان خفيًّا وسريًّا، إن كان صعب الإدراك ووحده يتجاوز كل تعبير ويتجاوز ليس فقط الفكر البشري لكن أيضًا فكر الملائكة، فهو قد “أَقامَ مِنَ الظُّلمَةِ حِجابًا لَه ومِن ظَلام المِياهِ وظُلُماتِ الغُيومِ خَيمَةً حَولَه”(مز18[17]: 12) فكلّ الباقي في هذه الدنيا ينتسب الى الظُلمات، لكنّه وحده، كالنور، هو خارج الظلمات.
maronite readings – rosary.team