الأحد، ١٣ فبراير : القدّيس قيصاريوس
فكّروا يا إخوتي وأخواتي وانظروا إلى المثل الذي أعطاه ربّنا، الذي جعل منّا مسافرين وأمرنا بالمجيء إلى “الوَطَنِ السَّماوِيّ” (راجع عب ١١: ١٦) عبر السير في طريق المحبّة… وهو على الرغم من كونه في السّماء، ورحمةً منه لأعضاء جسده المتألّمة، إذ هو “الرأسِ الَّذي بِه الجَسَدُ كُلُّه” في العالم (كول ٢: ١٩) قال: “كُلُّ مَا لَمْ تَعْمَلُوهُ لأَحَدِ هؤُلاءِ الصِّغَار، فلِي لَمْ تَعْمَلُوه”… إنّ الرّب، حين غيّر بولس من مضطّهِدٍ إلى مُبَشِّر قال له من السماء: “شاوُل، شاوُل، لِماذا تَضطَهِدُني؟” (أع ٩: ٤)… لقد كان شاول يضطّهدُ المسيحيّين: أتراه كان يضطّهدَ بذلك الرّب يسوع المسيح الساكن في السماء؟ إنّما الرّب يسوع المسيح يسكن في المسيحيّين، ويتألّم معهم، فيصحّ ما قالَه القدّيس بولس: “فإِذا تَأَلَّمَ عُضوٌ تَأَلَّمَت مَعَه سائِرُ الأَعضاء” (١كور ١٢: ٢٦)… “لِيَحمِلْ بَعضُنا أَثْقالَ بَعض” (غل ٦: ٢)؛ فحيثُ يتّجه الرأس، تتّجه الأعضاء…فإن كان ربّنا ومخلّصنا، الذي هو من دون خطيئة، قد أحبّنا نحن الخطأة حبًّا عظيمًا وقرّر أن يتألّم لآلامنا، فلماذا نحن الخطأة لا نحبّ بعضنا حبًّا كاملًا، ونتعاطف بمحبّة مع آلام الآخر، علمًا أنّه بالمحبّة نخلّصُ أنفسنا من الخطايا؟ فإذا بَتُرت يد من الجسد تُصبحُ ميتةً ولا تشعرُ بأي شيء؛ وهكذا المسيحيّ الذي لا يُشاركُ الآخر حزنه وألمه وموتَه.
maronite readings – rosary.team