الأحد، ١٣ نوفمبر : أوريجينُس
ليس الصوت والكلمة بالنّسبة إلينا الشيء نفسه، لأنّ الصوت قد يُسمع من دون أن يحمل معنى، من دون كلمة، والكلمة يمكن أيضًا أن تنتقل إلى الرُّوح من دوت صوت، كما في مسار تفكيرنا. كذلك بما أن المخلّص هو الكلمة…، يختلف عنه يوحنّا بأنّه الصوت، بالمقارنة مع الرّب يسوع المسيح الذي هو الكلمة. هذه هي الإجابة التي يعطيها يوحنّا بنفسه لأولئك الذين يسألونه عن هويّته: “أَنا صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: قَوِّموا طَريقَ الرَّبّ” (يو 1: 23). ربّما لهذا السبب، ولأنّ زكريّا شكّك في ولادة هذا الصوت الذي يجب أن يكشف كلمة الله، فقد صوته ولم يستعده إلاّ حين وُلد هذا الصوت الذي يبشّر بالكلمة (راجع لو 1: 64). فحتّى تتمكّن النّفس من أن تفهم الكلمة التي يقصدها الصوت، يجب عليها الإصغاء إلى هذا الصوت. لهذا السبب أيضًا، فإنّ يوحنّا -بتاريخ ميلاده- أكبر بقليل من الرّب يسوع؛ في الواقع، نرى الصوت قبل الكلمة. يشير يوحنا بذلك إلى الرّب يسوع المسيح، لأنّ الكلمة ظهرت بواسطة الصوت. اعتمد الرّب يسوع المسيح أيضًا على يد يوحنّا، الذي أقر بدوره أنّه هو الّذي بحاجة إلى العماد عن يد الرّب وليس العكس (راجع مت 3: 14) … باختصار، حين أظهر يوحنّا المسيح، فإنّه إنسانٌ يُظهِر الله، المخلّص الروحيّ؛ إنّه صوت يُظهِر كلمة الله…
maronite readings – rosary.team