الأحد، ١٤ نوفمبر : أوريجينُس
“فَاضطَرَبَ زَكَرِيَّا حينَ رَأَى الْمَلاك”. في الواقع، عندما تُعرَضُ أمام الأعين البشريّة صورًا غير مألوفة، فإنّها تُحدث اضطرابًا في العقل وتضع الخوف في القلب. لذا، قال له الـملاك الذي يعرف جيّدًا الطبيعة البشريّة: “لا تَخَفْ، يا زَكَرِيَّا”. فقد قام بمواساة نفسه وملأها بالفرح من خلال هذه الرسالة الجديدة: “فقدَ سُمِعَ دُعاؤُكَ وسَتَلِدُ لكَ امَرأَتُكَ أَلِيصاباتُ ابنًا فَسَمِّه يوحَنَّا وستَلْقى فَرَحًا وابتِهاجًا”. وحاليًّا أيضًا، ما زال السماع بمولد يوحنّا مصدر فرح للناس بهذا الخبر السارّ. والذي يوافق على أن يكون لديه أطفال ويتحمل مسؤوليّتهم، عليه أن يتوسّل الله كي يكون ابنه قادرًا على الدخول إلى العالم بشكل مشابه لمولد يوحنّا، وهذه الولادة ستوفّر له فرحًا عظيمًا أيضًا. لقد كُتِب عن يوحنّا أنّه “سيَكونُ عَظيمًا أَمامَ الرَّبّ”. هذه الكلمات تكشف عظمة نفس يوحنّا، وحجم هذه العظمة يظهر في عينيّ الله فقط. ولكن هذه النفس هي أيضًا وضيعة. على الأقلّ، هذا ما أفهمه من هذا المقطع من الإنجيل: “إيّاكم أن تحتقروا أحدًا من هؤلاء الصغار الموجودين في الكنيسة” (راجع مت 18: 10). لا يُطلب منّي ألاّ أحتقر العظماء، لأنّ مَن هو عظيم لا يمكن احتقاره، بل يُطلب منّي ما يلي: “لا تحتقر أحد هؤلاء الصغار”. لم يتمّ اختيار كلمتيّ “وضيع” و”صغير” عشوائيًّا.
maronite readings – rosary.team