الأحد، ١٥ سبتمبر : القدّيس أوغسطينُس
جاء في المزمور “باطِلٌ لَكم أَن تُبَكِّروا في القِيام” (مز127[126]: 2)… هذا ما فعلَهُ ابنا زبدَى عندما اختارَ كلٌّ منهُما مكانَهُ، الواحدُ عن يمينِهِ والآخرُ عن يسارِهِ، قبلَ أن يختبرا المهانةَ وفقًا لآلام الربّ. كانا يريدان “القيام قبل النّور”… كان بطرس قد قام أيضًا قبل النور، عندما أوصى الربّ يسوع بألاّ يتألّمَ من أجلِنا. في الواقع، كان الربّ قد تحدّث عن آلامِهِ التي من شأنها أن تمنحَنا الخلاص وتحدّثَ عن الإهانات التي سيتعرّضُ لها، ولكنّ بطرس الذي كان قد اعترفَ قبل ذلك بقليلٍ بأنّ يسوع هو ابنُ الله الحيّ، أُصيبَ بالذعرِ لمجرّد التفكيرِ بموته وقالَ له: “حاشَ لَكَ يا رَبّ! لن يُصيبَكَ هذا!” (مت 16: 22). كان بطرس يريدُ أن يقوم أمام النور وأن يسدي النصائحَ للنور. ولكن ماذا فعلَ الربّ؟ جعلَهُ يقومُ خلف النور قائلاً له: “انسحب ورائي”… “انسحب ورائي لكي أسيرَ أمامَكَ ولكي تتبعَني. اعبر الطريق التي أسلكها، بدل أن تريَني الطريقَ التي تريدُ أنتَ أن تسلكَها”. لماذا إذًا، يا ابنَيّ زبَدَى، أردتما أن تبكّرا في القيام؟ هذا هو السؤالُ الذي ينبغي أن نطرحَهُ عليهما، ولن ينزعجا من هذا السؤال لأنّ هذه الأمور كُتبَت عنهما لكي نعرفَ نحنُ أيضًا أن نحفظَ أنفسَنا من فخّ التكبّر الذي وقعا فيه. لماذا تريدان أن تبكّرا في القيام؟ إنّ هذا غيرَ مُجدٍ. أتريدان أن ترفَعا نفسيكُما قبل أن تتّضعا؟ ولكنّ ربّكما نفسَهُ الذي هو نورُكما قد وضعَ نفسَه لكي يرتفعَ. اسمعا ما قالَهُ بولس: “هو الذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إنسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتّى المَوت مَوتِ الصَّليب. لِذلِك رَفَعَه اللهُ إِلى العُلى ووَهَبَ لَه الاَسمَ الذي يَفوقُ جَميعَ الأَسماء” (في 2: 6).
maronite readings – rosary.team