الأحد، ١٥ مايو : القدّيس يوحنّا بولس الثاني
ساعةَ التجربة، أنكر بطرس معلّمه ثلاث مرّات. وكان صوته يرتجف عندما أجاب: “يا ربّ، أنتَ تَعلم أنّي أحبّك”. ومع ذلك، لم يُجِب: “لكنّي خذلتُكَ يا ربّ”، بل قال: “يا ربّ، أنت تَعلم أنّي أحبّك”. وبقوله هذا، كان يَعلَم جيّدًا بأنّ الرّب يسوع المسيح هو حجر الزاوية (راجع أع 4: 11) الّذي يُشيَّد عليه هذا البناء الآخذ شكل الحُبّ، والّذي يمكن أن ينمو على بطرس، بالرغم من كلّ ضعفٍ بشريّ، في الأحداث والمِحَن كلّها، وإلى النهاية. لذلك سيكتب يومًا…: “وأَنتم أَيضًا، شأنَ الحِجارَةِ الحَيَّة، تُبنَونَ بَيتًا رُوحِيًّا فَتكونونَ جَماعَةً كَهَنوتيَّة مُقدَّسة، كَيْما تُقَرِّبوا ذَبائِحَ رُوحِيَّةً يَقبَلُها اللهُ عن يَدِ يَسوعَ المسيح” (1بط 2: 5). وهذا كلّه لا يعني سوى الإجابة دائمًا وبثبات عن هذا السؤال الوحيد: “هل تحبّ؟ هل تحبّني؟ هل تحبّني أكثر؟” فهذا الجواب بالفعل، أي الحبّ، هو الّذي يجعل منّا “ذُرِّيَّةً مُختارة وجَماعةَ المَلِكِ الكَهَنوتِيَّة وأُمَّةً مُقَدَّسَة وشَعْبًا اقتَناه اللهُ”. هو الّذي يجعلنا نُعلِن الأعمال العظيمة لذلك الّذي “دَعانا مِنَ الظُّلُماتِ إِلى نُورِه العَجيب” (1بط2: 9). وهذا كلّه عرفه بطرس في يقين إيمانه المُطلَق. إنّه يَعلَم هذا كلّه، ولا يزال يعترف به أيضًا بواسطة خلفائه.
maronite readings – rosary.team